الخميس، 27 ديسمبر 2012

تأمل هذه القصه



نظر الفأر من خلال شق فى الحائط ليراقب الفلاح وزوجته وهما يفضان لفافة ، وراح يمنى نفسه " ترى ما نوع الطعام التى تحتويه هذه اللفة ؟ " . ولكنه تعجب مرتعباً عندما اكتشف أنها عبارة عن مصيدة للفئران .
فانسحب بسرعة إلى فناء مزرعة الفلاح ، وراح يعلن تحذيره بصوت عالي " قد صارت هناك مصيدة فئران فى منزل الفلاح ! " راحت الدجاجة تنبش الأرض وتقرق بصوتها ، ثم رفعت رأسها وقالت " يا سيد فأر ، أستطيع ان أقول أن هذا الخبر يحمل الموت لك أنت ، ولكن هذا لا يؤثر علىَّ فى شئ .وأنا لا أنزعج منه على الإطلاق " .
ترك الفأر الدجاجة وذهب للخروف وقال " هناك مصيدة فئران داخل منزل الفلاح ، مرددا بنغمة أن هناك مصيدة فئران داخل منزل الفلاح " . تعاطف الخروف مع الفأر ولكنه قال " يا سيد فأر ، أنا ليس أمامى شيئاً أقدر أن أفعله لك ، ولكننى سأذكرك فى صلواتى . "
ذهب الفأر إلى البقرة وقال منغماً " هناك مصيدة فئران داخل منزل الفلاح ، هناك مصيدة فئران داخل منزل الفلاح " . فقالت البقرة " واو يا سيد فأر ، أننى آسفة من أجلك ، و لكن هذا لن يحرك ساكنا فوق أنفى " .
وهكذا عاد الفأر إلى المنزل ، وجلس مكتئباً ، كى يواجه خطر مصيدة الفلاح منفرداً . فى نفس هذه الليلة سمع صوت عبر أرجاء المنزل ، و قد كان صوت انقباض مصيدة الفئران على ضحيتها . فاندفعت زوجة الفلاح لترى الصيد ، ولكنها فى الظلام لم تر الصيد و قد كان عبارة عن حية سامة اطبقت المصيدة على ذيلها . لدغت الحية السامة زوجة الفلاح . فأسرع بها زوجها الى المستشفى ، وعندما عادت الى المنزل كانت قد اصيبت بحمى شديدة احتاجت فيها إلى الراحة التامة و الغذاء , لذا قد قام زوجها بذبح الدجاجة لتكون طعاماً لها في مرضها . ولكن مرض زوجة الفلاح استمر لفترة ، وهكذا توافد الأصدقاء والجيران للسؤال عنها وليساندوا الفلاح طوال تلك الأيام . ولكى ما يطعمهم الفلاح ذبح الخروف .
و لكن للأسف لم تتماثل زوجة الفلاح للشفاء ، وفى النهاية توفت . وهكذا حضر كثير من الناس والأقارب إلى جنازتها ، واضطر الفلاح هذه المرة إلى ذبح البقرة ليجد لحماً يكفى كل هؤلاء الوافدين . كل هذا و الفأريراقب كل ما يحدث بحزن من داخل جحره .
كم مرة يا أحبائي عرفنا أن شخصاً ما يواجه مشاكل ، وظننا أنها لن تؤثر فينا ولا تعنيينا فى شئ !! كم مرة طلب أحدهم منا المساعدة و ما كان منا سوى التواني و الإهمال فقط لأن ما ألم به لا يهدد أمننا و حياتنا في شئ !!
ليتنا ندرك جميعا أننا نشترك فى رحلة واحدة هى رحلة الحياة و أن كل من صادفني في حياتي و طلب مني العون هو الحياة بعينها .. بل هو المسيح شخصياً !! حتى و إن كان مختلفاً عني ..

" مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحداً غير مهتمين بالأمور العالية بل منقادين إلى المتضعين"
(رومية 12 : 16 )




الاثنين، 12 نوفمبر 2012

مع اقتراب عيد الميلاد المجيد


نمت شجرة الصنوبر الفتية في الغابة,وكانت في غاية الفرح لأنها اصبحت قوية تعاند الريح والعواصف ..
لكن في إحدى ايام كانون الباردة, شعرت الشجرة بصوت منشار يعمل في ساقها و إذ بيدين قويتين تنتزعها من الأرض وتحملها في سيارة كبيرة وتسير بها نحو المدينة.
كانت الرحلة شاقة جدا, وحزينة. بكت الشجرة وذرفت دموعها على مصيرها القاتم. و ما هي إلا بضع ساعات من السفر, حتى وصلت إلى بيت كبير, فأنزلوها من السيارة ووضعوها في إناء كبير, فشعرت حينها شجرة الصنوبر بنوع من الارتياح. ثم رأت الكبار والصغار يقتربون منها ويمرون يأيديهم عليها بحب وحنان ويزينونها بالأضواء والأوراق الملونة, فشعرت بفرح كبير وقالت في نفسها: "أكيد انهم يظنون اني ملكة الأشجار!". ما اجمل هذا المكان, إنه أفضل من الغابة الباردة. فمرت بضعة أيام وكانت شجرة الصنوبر تشعر بالسعادة. فقد رأت ايضا انهم وضعوا مغارة في أسفلها, وفيها مريم ويوسف والطفل يسوع والحمار والثور والرعاة والمجوس.
و لكن مع مرور الوقت حدث ما لم تتوقعه الشجرة .. فقد شعرت بالعطش …حاولت احتمال ذلك لبعض الوقت, لكنها بدأت تشعر أن الموت يقترب منها مع مرور الوقت . وبدأت اوراقها تصفر ولا احد يفكر في أن يسقيها…
وفي ليلة من الليالي, رأت ضجيجا حولها, وأشخاصا يضعون هدايا كثيرة ملفوفة بأوراق جميلة. وفي الصباح, لاح للشجرة بعض الأمل . فقد التف جميع الأولاد حولها وفتحوا الهدايا و مرحوا وغنوا ثم ذهبوا . قالت الشجرة في نفسها: "الجميع يفرح وأنا اموت عطشا…لا أحد يفكر بي…" و بينما هي تئن في هذا الفكر إذا بيد ناعمة تلمس الشجرة, يد الطفل يسوع, وتقول لها: "هل تريدين العودة إلى الغابة بقرب اخواتك؟" أجابت: "نعم, أرجوك". فقال لها الطفل: "الآن وقد انتهت الحفلة, لا احد يهتم بك, ولا بي..." ثم حمل الطفل الشجرة الصغيرة وطارا معا نحو الغابة و هو يقول لها أعتقد أن كلانا ليس له مكان هنا في وسطهم.
....

جينا المزود ناخد بركة
ونرتل ويّا الملايكة
ونقول ليسوع كل سنة
وأنت معانا في أطهر شركة
جينا المزود ...
جينا المزود ولا نسينا
أصل الدنيا كتير تلهينا
والعيد فرحة
وصحبة وفسحة
ودوشة وزحمة
وهيصة ولمّة
ولبس وجزمة
وفتة ولحمة
وأكلة بشبعة
ويمكن فجعة
حاجة يا عيني
آخر عظمة
بس الأزمة
إن اللخمة
بتنسينا
جينا المزود ولا نسينا !!
(للشاعر الدكتور مايكل عادل دانيال)

" 11 لماذا لي كثرة ذبائحكم، يقول الرب. اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أسر. 12 حينما تأتون لتظهروا أمامي، من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دوري 13 لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي. رأس الشهر والسبت ونداء المحفل.. لست أطيق الإثم والاعتكاف 14 رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. صارت علي ثقلا. مللت حملها 15 فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن كثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دما 16 اغتسلوا. تنقوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني. كفوا عن فعل الشر 17 تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة هلم نتحاجج، يقول الرب. 18 إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف 19 إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض 20 و إن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف. لأن فم الرب تكلم "
( أشعياء 1 )

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

للرب حرب مع عماليق

في حياة كل انسان خطيه او ضعف يعتقذ انه لن يتفلب عليه والشيطان بيكبر في الخوف ده علشان نحس ان احنا قدام عملاق مستحيل هزيمته
لكن
تذكر ان اكل عملاق يوجد داود لكل حرب يوجد مخلص يناظرك ان تقول له امين تعال ايها الرب يسوع
هو منقذك مهما كان من يواجههك
اهزم خوفك بالتمسك بالسيد المسيح ايا كان ضعفك حتي وان قالك الشيطان مفيش فايده لا السيد المسيح يخرج من الاكل اكلا يخرج من القبر العازر منتصر علي الموت حتي يتمجد الله في حياتك فقط اطلب وهو ينتظر ام تتطلبه ليريد مجد في حياتك لا تعرفه

السبت، 13 أكتوبر 2012

عصر المعجزات بدء من تانى

ايوا يا خويا بارملى شنبك وراكب حصان


المعجزه دي زي ما ابونا يعقوب سليم كاهن كنيسه العدرا كفر سليمان طنطا حكاها في نهضه امير الشهداء القديس العظيم مارجرجس بالمنصوره بمناسبه عيد تدشين الكنيسه


بيحكي ابونا وبيقول كان فيه كاهن راح قسم البوليص علشان يحل مشكله احد ولاده وبعدين
بعد ماخلصت المشكله وهو مروح بيته في الطريق كان فيه 4 شبان غير مسيحين فلما شافوه
قالوا تعالوا نعاكس الكاهن دا فقربوا منه واعترضوا طريقه وخطفوا العمه من علي راس ابونا وقعدوا يتبادلوها بينهم وبين بعض وابونا يحاول ياخدوها وهما بيرموها لبعض كانها كوره بيلعبوا بيها وابونا قعد يقولهم :
ياولد هات عمه ربنا يسوع المسيح يا ولد

وهما مفيش فايده لحد ماابونا روح من غير العمه وكان زعلان خالص . اول ما تدخل بيت ابونا كان عامل في مدخل الشقه مقصوره لمارجرجسفراح وقف قدام الصوره ودار بينهم الحديث دا:

ايوا يا خويا راكبلىعلي حصان وبارملى شنبكوقال ماسك في ايدك حربه قال وسايب العيال يخطفوا مني العمه مش قادر تمسكهم طب ادي القننديل بتاعك (هووووووووووف ) طفي ابونا القنديل وراح قايل طب ايه رايك مش هانور القنديل بتاعك الا لما تمسك العيال دول وتجيبلي العمه بتاعتي



ودخل ابونا ينام وبعدين بعد شويه لقي الباب بيخبط راح يفتح لقي ناس من قسم البوليص بيقلوله تعالي دلوقتي راح ابونا قالهم تاني منا لسه كنت عندكم قالوله لازم تيجي حالا وفعلا نزل ابونا معاهم وراح القسم ولما وصل وجد الاتي

لقي 4 شبان مقبوض عليهم والعمه بتاعته علي مكتب الضابط والضابط قاله احناقبضنا عليهم فابونا سال ازاي قبضتوا عليهم رد الظابط وقاله فيه ضابط مسكهم وجابهم هنا راح ابونا علي الواد وراح ضربه وقايله مش قلت لك ياواد هات عمه ربنا يسوع المسيح ياولد

بعدها بمده الولد الي كان ضربه ابونا جاله حاله نفسيه وكان طالب في الجامعه وعنه امتحانات ومش عارف يذاكر وحكي لوالدته وقالها الشيخ بتاع المسحين غضبان عليا راحت والته اختده لست طيبه جارتهم مسيحيه وحكيت ليها الموضوع فالست الطيبه قالت دا ابونا طيب خالص تعالي معايا هانروح ليه البيت وفعلا راحوا لابونا واول مابونا فتح دخلوا ودار الحديث دا :

الشاب:معلش يا ابونا سامحني
ابونا: انت مين يابني
الشاب: اناا لي كنت خطفت منك العمه
ابونا : اه روح يابني ربنا يسامحك
الشاب: ايه دا الي علي الحيطه دا
دا الظابط الي قبض عليا انا واصحابي وجابني القسم
ابونا ابتسم وفرح قوووووي وقاله
دا مارجرجس الظابط بتاعتنا

شفاعتك يابطل تكون معانا

امين

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

الايمان

فقال له يسوع: إن كنت تستطيع أن تؤمن. كل شيء مستطاع للمؤمن (مر 9: 23).

عندما ذهب المرسل هدسون تايلور Hudson Taylor إلى الصين لأول مرة، كان على ظهر مركب، وبينما كانت السفينة تعبر مضايق "مالاكا" جاء القبطان إلى تايلور، إذ كان يعلم إيمانه وأنه يعرف كيف يصلي، وقال له: إنه لا توجد ريح، وفوق هذا يوجد تيار مائي قوي يحمل السفينة صوب جزيرة يسكنها آكلو لحوم البشر، وأضاف القبطان: أرجو أن تصلي لتهب الريح.
فأجاب تايلور: سأصلي لو رفعت القلوع للريح. فضجر القبطان قائلًا: لو فعلت ذلك قبل أن تأتي الرياح فسيسخر مني البحارة. فأصرَّ تايلور على رفع القلوع قبل أن يصلي. ولما أذعن القبطان لرغبة تايلور، بدأ هدسون تايلور يصلي بإيمان، وبعد 45 دقيقة هبت الريح الشديدة ونجوا.

قال وليم ماكدونالد: "الإيمان لا يتمم عمله في دائرة الممكن، فلا مجد لله في إتمام ما يمكن إتمامه بشريًا، إنما الإيمان يبدأ حيث تنتهي قوة الإنسان.

الشك يرى الصعوبات، أما الإيمان فيرى الطريق.

الشك يحدق إلى الليل، أما الإيمان فيرى النهار.

الشك يخاف أن يخطو خطوة، أما الإيمان فيحلق في الأعالي.

الشك يتساءل مَنْ يصدق هذا؟ فيُجيب الإيمان أنا".

وقال تشارلس ماكنتوش: "الإيمان يُنزل الله إلى دائرة العمل ولذلك لايصعب عليه شيء، لا بل هو يهزأ بالمستحيلات. يرى الإيمان أن الله يحل كل مشكلة وكل صعوبة. إنه يضع كل أمر أمام الله. فلا يهم الإيمان في كثير أو قليل إن كان المطلوب ستمائة ألف جنيه أو ستمائة مليون، فإنه يعرف أن الله قادر على كل شيء وهو يسد العوز، أما عدم الإيمان، فيسأل: كيف يمكن هذا؟ وكيف يمكن ذاك؟ فهو مملوء تساؤلات، أماالإيمان فله الجواب الأعظم الأوحد لألف كيف وكيف، وذلك الجواب هو الله"

وقال أحد الأفاضل: "جاء الإيمان متهللًا إلى غرفتي، فإذ كل الضيوف قد اختفت: الخوف والقلق والحزن والهم، ذَهَبتْ في حلكة الظلام، فتعجبت كيف كان ذاالسلام؟! فإذا الإيمان يُجيبني: ألا ترى إنهم لا يطيقون الحياة معي؟!

عزيزي، ألا تشاركني مع الرسل الصلاة للرب يسوع قائلين: "زِد إيماننا! فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم" (لو 17: 5 ، 6).

السبت، 21 يوليو 2012

معقول

اوقات لما تتملكني محبه اقتناء الاشياء اكلم تفسي واقول كل حاجه هسيبها حتي الايفون اللي باكتب منه طيب معقول تتملكني محبه الاشيء دي علي اختلاف مسمياتها واسعارها واشكالها واسيب محبه ربنا وما اخليش محبة ربنا تمتلكني
معقول

الجمعة، 13 يوليو 2012

تامل هذه الكلمات

اعط فرصه لروح الله القدوس ان يعطيك تامل في هذه الكلمات
١ ملوك ٢:٢ «أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا.

الأربعاء، 11 يوليو 2012

من يستطيع

الناس فاكره علشان ما بتغلطش يبقي خلاص الامر كويسه لكن اسمع الايه دي
من لا يجمع معي فهو يفرق
واقرا الايه اللي علي الصوره

الاسقف ساويرس ابن المقفع

الأسقف الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين

الأسقف الأنبا ساويرس ابن المقفع
أسقف الأشمونين | سيفريوس








الأسقف الأنبا ساويرس ابن المقفع

من أعظم الشخصيات التي أنجبتها الكنيسة القبطية في القرن العاشر الميلادي. وُلد نحو سنة 915 م من والد لُقِّب بالمقفع (معناه المنكّس الرأس دائمًا أو مَن كانت يده متشنجة). نشأ في مصر القديمة غالبًا وتربى تربية حسنة وجمع بين العلوم الدينية والدنيوية كما يتضح ذلك من مؤلفاته الكثيرة اللاهوتية والعقيدية.



أبو البشر بن المقفع الكاتب:

تدرج في وظائف الدولة في عصر الإخشيديين حتى أصبح كاتبًا ماهرًا، وكان يُشتَرَط في كاتب الدواوين إلمامه باللغة العربية، وعلى ذلك فقد كان ملمًا باللغة العربية إلى جانب القبطية واليونانية، وكانت وظيفة الكاتب شريفة جدًا.
عُرِف ساويرس في ذلك الوقت باسم "أبي البشر بن المقفع الكاتب" وهذه الكنية لا تعني أنه أنجب ولدًا باسم بشر وإنما تدل على أنه كان شخصًا مُعتَبَرًا ومبجلًا على نحو ما جرت عليه العادة في ذلك الوقت.



رهبنته:

بعد أن وصل أبو بشر إلى أعلى المناصب ترك مجد العالم وتخلى عن وظيفته وترهب في أحد الأديرة التي نجهلها، ولا شك أنه استفاد من فترة رهبنته ليكمل تكوينه الديني. وكان هذا التكوين يعتمد أساسًا على قراءة الكتاب المقدس ومؤلفات الآباء، وقد تفوّق أبو البشر في كليهما.



معرفته للكتاب المقدس:

يذكر الباحثون أن معرفة ساويرس للكتاب المقدس مذهلة، وكذلك معرفته لآباء الكنيسة كانت تفوق مستوى معاصريه. وكتابه "الدر الثمين في إيضاح الاعتقاد في الدين" (وهو يختلف عن كتاب آخر له عنوان "الدر الثمين في إيضاح الدين") يدل على تبحره في معرفة الكتاب المقدس، بل ربما لا يوجد مؤلِف كتب بالعربية يعادله في معرفته للكتاب المقدس، كما أن كتاباته اللاهوتية تدل على معرفته بكتابات آباء الكنيسة سواء القبطية أو اليونانية.



سيامته أسقفًا:

اختير أسقفًا على مدينة الأشمونين التي كانت أسقفية عظيمة مزدهرة بالكنائس والأديرة وهي الآن قرية تابعة لمركز الروضة محافظة أسيوط شمال غربي ملّوي. ولا يُعرَف مَن مِن البطاركة رسمه أسقفًا، لكن يحتمل أن يكون قد رُسِم بيد أنبا مقار البطريرك الـ59.



مجادلاته:

من الأمور التي اشتهر بها مجادلاته مع أئمة المسلمين في عصره، ويُعتَبَر ساويرس بن المقفع بلا منازع أكبر عالِم دين ولاهوتي مسيحي في القرن العاشر الميلادي كله.
كان صديقًا للبابا ابرآم بن زرعه السرياني وهو البابا 62، كما كان يتردد على بلاط المعز لدين الله الفاطمي الذي كان يدعوه للمناظرة مع أئمة المسلمين واليهود في حضرته. وكان ساويرس يتفوق عليهم بقوة حجته وفرط ذكائه. وبسبب توقد ذكائه وعلمه كانت له علاقات طيبة مع كبار علماء المسلمين، وكان يمزج جلساته معهم بالمرح.
من أمثلة مرحه وسرعة بديهته أنه كان جالسًا عند قاضي القضاة، وحدث أن مرَّ عليهم كلب، وكان يوم الجمعة، وكان هناك بعض الجالسين.
فقال له قاضي القضاة: "ماذا تقول يا ساويرس في هذا الكلب؟ هل هو نصراني أو مسلم؟"
فقال له: "اسأله فهو يجيبك عن نفسه".
فقال له القاضي: "هل الكلب يتكلم؟ وإنما نريدك أنت أن تقول لنا".
فأجابه القديس: "نعم يجب أن نجرب هذا الكلب، وذلك أن اليوم يوم الجمعة والنصارى يصومون ولا يأكلون فيه لحم فإذا فطروا عشية يشربون النبيذ، والمسلمون ما يصوموه ولا يشربون فيه النبيذ ولا يأكلون فيه اللحم. فضعوا قدامه لحمًا ونبيذًا، فإن أكل اللحم فهو مسلم وإن لم يأكله وشرب النبيذ فهو نصراني".
فلما سمعوا كلامه تعجبوا من حكمته وقوة جوابه.



مناظرته مع موسى اليهودي:

بالإضافة إلى مناظرة المسلمين كانت له مناظرات مع اليهود، منها مناظرته مع موسى اليهودي التي تمت في حضرة المعز لدين الله سنة 975 م، وهي موجودة في كتاب "تاريخ البطاركة" المجلد الثاني الجزء الثاني.
كان موسى اليهودي صديقًا ليعقوب بن كلِّس الوزير الذي كان يهوديًا واعتنق الإسلام، وفي اليوم المحدد حضر موسى اليهودي والوزير بن كلِّس بحضرة الخليفة المعز في قصره. فجلسوا وقتًا طويلًا وهم سكوت، فقال لهم الخليفة المعز: "تكلموا فيما اجتمعتم فيه"، ثم قال: "تكلم يا بطرك وقل لنائبك يقول ما عنده"، فقال البطريرك للأسقف: "تكلم يا ولدي فإن الله يوفقك". فقال الأسقف للمعز: "ما يجوز خطاب رجل يهودي بحضرة أمير المؤمنين". فقال له اليهودي: "أنت تعيبني وتقول بحضرة أمير المؤمنين ووزيره أني جاهل؟" قال له أنبا ساويرس: "إذا ظهر الحق لأمير المؤمنين ما يكون فيه غضب"، قال المعز: "ما يجوز أن يغضب أحد في المجادلة بل ينبغي للمجادلين أن يقول كل واحدٍ منهم ما عنده ويوضح حجته كيف شاء". قال الأسقف: "ما أنا شهدت عليك يا يهودي بالجهل بل نبي كبير جليل عند الله شهد عليك بذلك". قال اليهودي: "ومن هو النبي؟" فأجابه القديس: "هو إشعياء الذي قال في أول كتابه: "عرف الثور قانيه والحمار عرف مزود سيده وإسرائيل لم يعرفني". فقال المعز لموسى: "أليس هذا صحيح؟" فأجاب: "نعم هذا هو مكتوب"، قال الأسقف: "أليس قد قال الله أن البهائم أفهم منكم؟ وما يجوز لي أن أخاطب في مجلس أمير المؤمنين دام عزه من تكون البهائم أعقل منه وقد وصفه الله بالجهل". فأعجَب الملك المعز ذلك وأمرهم بالانصراف، واستحكمت العداوة بين الفريقين وقوي غضب الوزير وصار يطلب عثرة على البطريرك لأجل أنه فضح اليهود بين يديّ الخليفة المعز.



أعماله الكتابية:

قد يكون ساويرس هو أول من نشر كتبًا مسيحية باللغة العربية. اهتم بجمع سير البطاركة السالفين، جمعها من المخطوطات القبطية واليونانية بدير أبي مقار بوادي النطرون ودير نهيا قرب الجيزة (اندثر) وقد أتمّ هذا الكتاب وهو في سن الثمانين.
كتبه تدل على معرفته للفلسفة اليونانية والإسلامية، فلا يوجد مصنَّف من مصنفاته إلا وفيه رد فلسفي دقيق، كما كانت له دراية بالطب والفلك.
أما عن مؤلفات ساويرس بن المقفع، فحسبما يذكر أبو البركات المعروف بابن كبر كاهن الكنيسة المعلقة (1324 م) أنها تبلغ ستة وعشرين كتابًا في اللاهوت والعقيدة والتاريخ.

* يُكتَب يضًا: ساويروس، القفع.



من انت

مش مهم الناس تقول عنك ايه او بتوصفك ازاي او شايفاك ازاي المهم انت شايف نفسك زي ما ربنا شايفك ولا لا
انت ابن الملك ابن الله من صلب المسيح من اجله

السبت، 7 يوليو 2012

من يشترى امى



فاجأ عريس الحضور في ليلة زواجه بعرض والدته للبيع...
فامسك بالميكرفون و قال: "من يشتري أمي" وكررها ثلاث مرات ....


وتعود التفاصيل إلى أنه في ليلة زواج العريس وبالتحديد أثناء الزفة وهو جالس بجانب العروس في المنصة.... همست العروس في أذنه بإنزال والدته من المنصة لأنها لا تعجبها... 


فأخذ العريس الميكروفون، وقال : " من يشتري أمي " ؟ 


فذهل الحاضرون من تصرفه... ورددها ثلاث مرات وسط صمت واستغراب شديدين من الحضور في الحفل....


ثم رمى "الخاتم" وقال : " أنا أشتري أمي" ... 


والتفت إلى عروسه معلناً انفصالة عنها.... 
وأضاف "أنا أشتري أمي" وأخذها وغادر القاعة .....


وبعد تداول القصة في منطقته جاءه رجل وقال له "لن أجد رجلاً افضل منك لابنتي"...
و زوجه ابنته دون أي تكاليف مالية

الاثنين، 25 يونيو 2012

ما تساويش

ممكن فرضا
تفرض ان الدنيا دحكت ليك واخذت كل اللي نفسك فيه
وحياتك اصبحت سهله جدا وكل اللي نفسك فيه بتناله
ممكن تنظر ساعتها لحالك وتبص علي حياتك تساوي انك تضيعها في سبيل ايه شويه تراب
ولا تديها لمسيحك اللي انت رافضه وبتجري ورا الالدنيا والتراب
انت عامل زي انسان دخل اشتغل وبكد وتعب وفي اخر اليوم راح لصاحب الشغل اداله كيس كبيييير بيفتحه لقي فيه
تراب
ده تعبك في العالم ودي نتيجة تعبك في العالم
ارجوك توب وسلم حياتك للسيد المسيح قبل فوات الفرصه

الاثنين، 18 يونيو 2012

هذه القصه كتبها البابا شنوده الثالث وهو خادم بمدارس الاحد سنه 1948 ميلادية.

اقرأ معى ماذا حدث فى تلك الليلة؟
الخادم : حدث فى تلك الليلة انى كنت وحيدا فى غرفتى الخاصة ؛ متمددا على مقعدى وناظرا الى لا شىء ؛ وإذ بابتسامة خاطئة تمر على شفتى لعلنى كنت افكر فى نفسى كخادم - وهنا حدث حادث غريب : هل ثقلت راسى فنمت ؛ أم اشتطت أفكارى فتحولت الى احلام ؟ أم أشهر الله لى احدى الرؤى ؟ لست أدرى ؛ ولكننى أدرى شيئا واحدا وهو اننى نظرت فإذا أمامى جماعه من الملائكه النورانين ؛ وإذ بهم يحملوننى على اجنحتهم ويصعدون بى الى فوق ؛ وأنا أنظر الى الدنيا من تحتى فإذا هى تصغر شيئا فشيئا حتى تحولت الى نقطه صغيره مضيئة فى فضاء الكون ؛ وانصت إلى أصوات العالم وضوضائه فإذا هى تاخذ فى الخفوت حتى تحولت الى سكون ؛ واتامل نفسى فإذا بجسمى يخف ويخف حتى أحس كأننى روح من غير جسد - فألتفت فى حيرة حولى لارى أرواحا كثيره سابحة فى الفضاء اللا نهائى .
وارى من الملائكة ألوفا وربوات ربوات - ها هم الشاروبيم ذوو السته أجنحة والساروفيم الممتلئون أعيناً - وها هى اصوات الجميع ترتفع فى نغم واحد موسيقى عجيب " قدوس ؛ قدوس ؛ قدوس " ولا اتمالك نفسى فأنشد معهم دون أن أحس " قدوس الله الاب ؛ قدوس ابنه الوحيد ؛ قدوس الروح القدس " وأستيقظ عن انشادى لاسمع نغمة قدسية خافتة لم تسمعها أذن من قبل ؛ فاتجه فى شوق شديد نحو مصدر الصوت ؛ فإذا أمامى على بعد مدينة جميلة نورانية معلقة فى ملك الله ؛ تموج بالتسبيح والترتيل ؛ كلما أسمع منها نغما يمتلىء قلبى فرحاً ؛ وتهتز نفسى اشتياقاً ؛ ثم أنا أنظر فأرى فى المدينة على بعد أشباحا أجمل من الملائكة هوذا موسى ومعه ايليا وجميع الانبياء والقديسين والاساقفه وأبائى الكهنه وبعض زملائى مدرسين مدارس الاحد واندفعت فى قوه نحو تلك المدينة النورانية ؛ ولكن عجباً - إننى لا استطيع التقدم فهناك ملاك جبار كله هيبة وجلال ووقار يعترض سبيلى قائلا :
الملاك : مكانك قف ! إلى أين أنت ذاهب ؟
الخادم : الى تلك المدينة العظيمة يا سيدى الملاك - إلى حيث زملائى وأخوتى وابائى القديسون .
الملاك : ولكنها مدينة الخدام فهل انت خادم ؟
الخادم : وانا من الخدام .
الملاك : إنك مخطىء فاسمك ليس فى سجل الخدام .
الخادم : فقلت للملاك كيف هذا ؟ لعلك لا تعرفنى يا سيدى الملاك . إسأل عنى مدارس الاحد واجتماعات الشباب والكنائس والجمعيات . بل إسأل عنى أيضا فى مدينة الخدام إذ يعرفنى هناك كثير من زملائى مدرسى مدارس الاحد .
الملاك : اننى اعرفك جيداً وهم أيضا يعرفونك ؛ ولكنك لست بخادم فهذا حكم الله .
الخادم : لم أحتمل تلك الكلمات ؛ فوقعت على قدمى أبكى فى مرارة ولكن ملاكاً اخر أتى ومسح كل دمعة من عينى وقال لى فى رفق :
الملاك : إنك فى المكان الذى هرب منه الحزن والكابة فلماذا تكتئب ؟ تعالى معى ولنتفاهم .
إن أولئك الذين تراهم فى مدينة الخدام قد كرسوا كل حياتهم لله ؛ فكانت كل دقيقة من اعمارهم تنفق فى الخدمة . أما انت فلم تكن مكرسا بل كنت تخدم العالم . وكل ما لك من خدمة روحية هو ساعة واحدة فى الاسبوع تقضيها فى مدارس الاحد . واحيانا كانت خدماتك الاخرى تجعلك تعطى الله ساعة ثانية ؛ فهل من أجل ساعتين فى الاسبوع تريد ان تجلس الى جانب الرسل والانبياء والكهنة فى مدينة الخدام ؟
الخادم : خجلت كثيرا من نفسى أثنا ذلك الحديث كله ؛ غير اننى قاومت خجلى وتجرأت وسألت الملاك ولكنى أرى فى مدينة الخدام بعضاً من زملائى مدرسى مدارس الاحد وهم مثلى فى خدمتى .
الملاك : كلا انهم ليسوا مثلك ؛ حقيقة انهم كانوا يخدمون ساعة او اكثر فى مدارس الاحد ولكنهم كانوا يقضون الاسبوع كله تمهيدا لتلك الساعة ؛ فكانوا يصرفون وقتا كبيراً فى تحضير الدروس ووسائل الايضاح ؛ وطرق التشويق والصلاة من أجل كل ذلك ؛ وبحث حالات التلاميذ واحدا واحدا ؛ والتفكير فى طريقة لاصلاح كل فرد على حدة ؛ يضاف الى ذلك انشغالهم فى الافتقاد ؛ وفى ابتكار طرق نافعة لشغل أوقات تلاميذهم أثنا الاسبوع . ثم كانت لهم خدمات اخرى مختفية لا تعرفها ؛ وهكذا كانوا يعتبرون الخدمة الروحيه عملهم الرئيسى ؛ ولا أعنى أنهم أهملوا مسئولياتهم وواجباتهم العالمية ؛ بل كانوا مخلصين لها جدا وناجحين فيها للغاية ؛ وان كان عملهم العالمى أيضا لا يخلو من الخدمة ؛ وهكذا حسبهم الله مكرسين .
الخادم : وكيف استطيع ان اكون خادماً وانا مشغول بعملى العالمى ؟
الملاك : لعلك نسيت عمومية الخدمة ! يجب ان تخدم الله فى كل وقت وفى كل مكان . ولا يجب إذن الفصل بين المهنة والخدمة وعندنا فى مدينة الخدام أطباء و موظفون ومهندسون ومحامون وتجار وصناع . كل اولئك كانوا خداما فى مهنهم فهل كنت أنت كذلك ؟
الخادم : فخجلت من نفسى ولم اجب .
الملاك : هذا عن الخدمة فى مكان عملك : ثم ماذا عن خدمتك فى اسرتك فانت لم تخدم بيتك بل كنت على العكس فى نزاع مستمر مع افراد اسرتك ؛ بل فشلت فى ان تكون قدوة لهم وان تجعلهم يقتدون بك . وايضا كان لديك فرصه لخدمة اصدقائك وزملائك وجيرانك ومعارفك ولم تستغل الفرصة فهل تعتبر نفسك بعد كل ذلك خادما ؟
الخادم : وطاطأت رأسى من الخجل ؛ ولكنى مع ذلك احتلت على الاجابة فقلت : ولكنك تعلم يا سيدى الملاك أننى شخص ضعيف المواهب ولم اكن مستطيعا أن أقوم بكل تلك الخدمة .
الملاك : ومن قال انك بدون مواهب لا تستطيع ان تخدم !
هناك ما يسمونه العظة الصامتة لم يكن مطلوب منك ان تكون واعظ وإنما تكون عظة ينظر الناس الى وجهك فيتعلمون الوداعة والبشاشة والبساطة ؛ ويسمعون حديثك فيتعلمون الطهارة والصدق والامانة ويعاملونك فيرون فيك التسامح والاخلاص والتضحية ومحبة الاخرين فيحبوك ويقلدوك ويصيروا بواسطتك أتقياء .
وكان يجب عليك أيضاً كعظة صامتة ان تبتعد عن العثرات فلا تتصرف تصرفاً مهما كان بريئا فى مظهره إن كان يفهمه الاخرون على غير حقيقته فيعثرهم . وهكذا تكون { بلا لوم } أمام الله والناس كما يقول الكتاب : جاعلا امام عينيك كخادم قول بولس الرسول " كل الاشياء تحل لى ؛ ولكن ليست كل الاشياء توافق " {1كو 6: 12 } .
الخادم : وتأملت حياتى فوجدت اننى فى احوال كثيره جعلت الاخرين يخطئون ولو عن غير قصد .
الملاك : إننى أشفق عليك كثيرا وكنت أشفق عليك بالاكثر أثنا وجودك فى العالم ؛ وبخاصه عندما كنت تحسب نفسك مثال للخدمة ؛ بينما لم تكن محسوبا خادما على الاطلاق .
ولعلك قد اقترفت اخطاء كثيره اخرى منها ان خدمتك كانت خدمه رسميات ؛ فقد كنت تذهب إلى مدارس الاحد كعادة اسبوعية وكعادة أيضا كنت تصلى بالاولاد ؛ وكنت ترصد الغياب والحضور ؛ فتعطى للمواظب جائزة ؛ وتهمل الغائب كأنك غير مسئول عنه .
وهكذا لم تحدث فى خدمتك تأثيرا ؛ وكذلك كنت فى عظاتك فى الكنائس أيضا : تعظ لان الكاهن طلب منك ذلك فوعدته وعليك ان تنفذ ؛ فكنت تهتم بتقسيم الموضوع وتنسيقه ؛ واخراجه فى صوره تجذب الاعجاب أكثر مما تهتم بخلاص النفوس . وكنت تبتهج بمن يقرظ موضوعك دون ان تهتم هل جدد الموضوع حياه ذلك الشخص أم لا .
الا ترى أنك كنت تخدم نفسك ولم تكن تخدم الله ولا الناس .
ثم انه نقص من خدمتك أمران هما : حب الخدمة وحب المخدومين .. اما عن حب الخدمة فيتجلى فى قول السيد المسيح " طوبى للجياع والعطاش إلى البر " فهل كنت جوعانا وعطشانا إلى خلاص النفوس ؟ هل كنت تحلم بالساعة التى تقضيها وسط اولادك فى مدارس الاحد ؟ هل كنت تشعر بألم إذا غاب أحدهم ؛ وبشوق كبير إلى رؤية ذلك الغائب فلا تهدأ حتى تجده وتعيد عليه شرح الدرس .
ثم الامر الاخر وهو حب المخدومين : هل كنت تحب من تخدمهم ؛ وتحبهم الى المنتهى مثلما كان السيد المسيح يحب تلاميذه ؟ هل كنت تعطف عليهم فتغمرهم بالحنان ؟ وهل احبك تلاميذك أيضاً ؟ أم كنت تقضى الوقت كله فى انتهارهم ومعاقبتهم بالحرمان من الصور والجوائز .

إن المحبة هى الدعامة الاولى للخدمة .
" إن لم تحب مخدوميك لا تستطيع أن تخدمهم ؛ وإن لم يحبوك لا يمكن أن يستفيدوا منك "
وكان يجب ان تقضى فترة طويلة فى الاستعداد والامتلاء قبل ان تبدا الخدمة ؛ لانك بدأت مبكرا ولم تكن لك اختبارات روحية كافية ؛ وقعت فى اخطاء كثيرة .
وايضا نسيت ان تصلى وتصوم من أجل الخدمة .
الخادم : لم أحتمل اكثر من ذلك فصرخت فى ألم كفى يا سيدى الملاك ؛ الان عرفت أننى غير مستحق مطلقاً لدخول مدينة الخدام .
فقد كنت مغرورا ومغرورا جداً . أما الان عرفت كل شىء فانى أطلب فرصة أخرى أعمل فيها كخادم حقيقى .
الملاك : لقد اعطيت لك الفرصة ولم تستغلها ثم انتهت أيامك على الارض ..
الخادم : فالححت عليه بشدة وظللت أبكى وأرجوه ؛ أما هو فنظر إلى فى إشفاق ومحبة وتركنى ومضى وأنا ما أزال أصرخ " أريد فرصة أخرى - أريد فرصة أخرى " .
فلما اختفى عن بصرى وقعت على قدمى وانا أصرخ " أريد فرصة أخرى " ثم دار الفضاء أمامى ولم أحس بشىء ..
ومرت على مدة وأنا فى غيبوبة طويلة ؛ ثم استفقت أخيراً وفتحت عينى ولكنى دهشت ؛ وازدادت دهشتى جداً .. وظللت أنظر حولى وأنا لا أصدق ؛ ثم دققت النظر إلى نفسى فإذا بى ما أزال وحيدا فى غرفتى الخاصة متمددا على مقعدى .. يا لرحمه الله .. أحقا أعطيت فرصة أخرى لاكون خادما صالحاً .
وقمت فقدمت لله صلاة شكر عميقة ؛ ثم عزمت أن أخبر أخوتى الخدام بكل شىء ليستحقوا هم أيضا الدخول إلى مدينة الخدام .
وهكذا أمسكت بعض أوراق بيضاء ؛ وأخذت أكتب " حدث فى 
الليلة

الاثنين، 14 مايو 2012

جزء من كتاب خبرات من الحياه

أتعبهم تديّنهم
أتعبهم تديّنهم
طبعا التدين لا يُتعِب الا اذا كان تدينا خاطئا.
والذى اتعب اولئك هو التمسك بالفضيلة الواحدة. وعدم الحكمة فى ممارسة هذه الفضيلة.
إنسان يسلك مثلا فى التواضع او الوداعة بغير حكمة ويجد نفسه قد تعب من اعتداءات الناس واستهزائهم وعدم احترامهم له؟ فيأتى ويشكو.
او إنسان يسلك فى العطاء بغير حكمة حتى يجد نفسه محاطا بمجموعة من المحتاين والادعياء يضغطون على ضميره ضغطا متواليا بغير هوادة، فيتعب!
او إنسان يسلك فى التسامح بغير حكمة حتى يفقد السيطرة على مرؤوسيه فى العمل الذى يسوده جو من التسيب والاهمال واللامبالاة، فيتعب من كل ذلك ويشكو..
والواقع ان المسيحية تدعو الى الشخصية المتكاملة التى تتكامل فيها الفضائل معا، حتى التى تبدو بينها تضاد.
ففيها العفو وفيها العقوبة ايضا. والله قد عاقب..
فيها الطيبة وايضا الحزم. فيها الوداعة وايضا الشجاعة.
فيها الكلمة الرقيقة، وايضا التوبيخ اذا لزم الامر.
وكما قال الكتاب " لكل شىء تحت السموات وقت " (جا3: 1- 8).
وعموما كل فضيلة ينبغى ان ترتبط بالحكمة والافراز.
واولئك المتدينون لم يتعبهم التدين، وانما الممارسة الخاطئة او الفهم الخاطىء للتدين. سلكوا بغير حكمة فى تدينهم..

الاثنين، 30 أبريل 2012

تحقيق ؤالنبوات

تحقيق النبوات

الأنبا بيشوى
مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة

وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية بمصر

 

لماذا ولد السيد المسيح فى بيت لحم؟

إن السيد المسيح هو ملك الملوك، ورب الأرباب. وقد أراد بميلاده فى بيت لحم أن يعلمنا الإتضاع، وأن الكرامة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من المظاهر الخارجية. فالحب مجد، والكراهية عار. فليس المجد فى الملابس الثمينة الغالية الثمن أو الذهب. فالإنسان الأصيل هو الذى معدنه مثل الذهب، هذا هو الإنسان الذى له المجد الداخلى. وهذا هو أول درس يعلمه لنا السيد المسيح من ميلاده فى حظيرة للأغنام. وهناك دروس أخرى هامة من الممكن أن نتعلمها من قصة الميلاد.

هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم
لقد ولد السيد المسيح فى وسط الأغنام لأنه هو حمل الله، وكما قال يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو1: 29). فكان من الطبيعى أن الخروف الذى سيحمل خطية العالم، والذى سيذبح من أجل خلاصنا؛ أن يولد فى وسط الأغنام
أو الخرفان. وبالأخص فى مدينة بيت لحم حيث المراعى الكثيرة.
فبيت لحم كانت تُربَى فيها الأغنام حيث المراعى الكثيرة. كما أنها كانت قريبة من أورشليم. وأيضاً يوجد بها هيكل سليمان الذى كانت تقدم فيه ذبائح لغفران خطايا الشعب فى العهد القديم. وهذا الغفران كان رمزاً للغفران الحقيقى الذى تم بذبيحة الصليب، وذلك عندما سفك المسيح دمه على الصليب، ومات من أجل خطايانا، ثم قام من الأموات، وصعد إلى السموات. فكان من الطبيعى أن الحمل يولد فى وسط الحملان. وهذه نبوة واضحة جداً عن أنه حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله.

معنى الفداء
أمر الله إبراهيم أن يذبح ابنه وحيده إسحق، فأخذ إبراهيم ابنه إسحق وربطه، ووضعه على الحطب حتى يذبحه، فمنعه الله وأرسل إليه خروفاً، فأخذه إبراهيم وذبحه عوضاً عن إسحق حسب أمر الرب. أى أنه قد فدى إسحق بهذا الخروف، وهذا هو معنى الفداء.
إن السيد المسيح قد جاء لكى يقدم نفسه فدية أو ذبيحة من أجلنا. وكان الدافع لهذه التضحية هو محبته لنا. وذلك لكى يوفى الدين الذى علينا بسبب الخطية. فبميلاد السيد المسيح فى وسط الحملان، أراد أن يوضح لنا من أول لحظة لميلاده فى العالم، أنه لم يأتِ لكى يتنعم بالحياة على الأرض، بل لكى يقدم نفسه ذبيحة. ففى الميلاد نرى الصليب بطريقة رمزية واضحة فى الأحداث المحيطة بالميلاد.

الرب راعىّ فلا يعوزنى شىء
إن السيد المسيح هو الراعى، وهو الحمل أيضاً. فمن الطبيعى أن يكون الراعى فى وسط الأغنام. لأنه إن لم يولد فى وسط الغنم فمن الذى سوف يرعاهم؟!! إن وجوده فى وسط الحملان أو الغنم؛ يعلن أنه هو الراعى الحقيقى، وكما يقول المزمور "الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء. فى مراع خضر يربضنى، على مياه الراحة يوردنى، يرد نفسى، يهدينى إلى سُبُل البر من أجل اسمه" (مز22: 1-3).
فمن الذين بشرهم الملاك بميلاد السيد المسيح فى ليلة ميلاده؟ إن المجوس قد أتوا بعد فترة عندما ظهر لهم النجم فى المشرق، وأتوا وقدموا هداياهم. فمن الذين احتفلوا بميلاد السيد المسيح فى ليلة ميلاده؟!! إلى جوار السيدة العذراء القديسة مريم والدة الإله، وخطيبها القديس يوسف النجار الذى كلفه الله برعاية السيدة العذراء والطفل المولود، وطبعاً لم يكن متزوجاً من العذراء بمعنى الزواج الجسدى؛ لكنه كان حارساً وخادماً للطفل المولود لكى يؤدى رسالته، وإلى أن يكبر هذا الطفل وتبدأ فيما بعد خدمته من أجل خلاص العالم.

بشارة الملاك للرعاة
"وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا؛ فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين. المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو2: 8-14).
فالذين بُشروا بميلاد السيد المسيح، ونظروا هذه المناظر السماوية العظيمة، وسمعوا البشارة المفرحة بميلاد المخلص؛ هم الرعاة الذين يرعون الغنم. لأن هؤلاء هم زملاء السيد المسيح راعى الخراف العظيم وراعى الرعاة ومن الطبيعى أن يحتفل السيد المسيح بميلاده فى وسط زملائه.

أنا هو الراعى الصالح
لقد ولد السيد المسيح فى وسط الأغنام. لأنه هو الراعى. والذين أتوا لكى يباركوا لولادته هم زملاؤه الرعاة. فمسألة أن السيد المسيح هو الراعى مسألة خطيرة جداً، وهامة جداً. لأنه هو نفسه قال "أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11). وأيضاً قال "لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لآخذها أيضاً" (يو10: 17).
وقد كرر السيد المسيح أنه هو الراعى الصالح، وأكد أنه قد أتى لكى يقدم الرعاية الحقيقية باعتباره أنه هو الله الظاهر فى الجسد. وهو الله الراعى الحقيقى. كما قال داود النبى "الرب يرعانى فلا يعوزنى شئ" (مز22: 1). فكان لابد أن السيد المسيح يكون هو الراعى. لأن الرعاة الذين هم كهنة إسرائيل كانوا قد أهملوا الرعاية. فكان لابد أن يأتى رئيس كهنة جديد يكون هو الراعى.
إن رعاة إسرائيل هم الذين صلبوا السيد المسيح. لذلك تغير الكهنوت من كهنوت العهد القديم الهارونى إلى كهنوت العهد الجديد على رتبة ملكى صادق. أى كهنوت السيد المسيح الذى يقدم فيه جسده ودمه فى العهد الجديد بعد إتمام الفداء. خبز وخمر حاضر على المذبح، نتناول منه من أجل غفران خطايانا، ونيل الحياة الأبدية. فالسيد المسيح هو نفسه الذى أسس سر العشاء الربانى فى ليلة صلبه، وأعطاه لتلاميذه وقال "اصنعوا هذا لذكرى" (لو22: 19) أى تذكاراً حياً معاشاً لموته على الصليب وقيامته من بين الأموات.

لماذا اختار الملاك الرعاة؟

إن هناك فرق بين راعٍ ساهرٍ على حراسة الرعية؛ وبين راعٍ يبدد الرعية. وهنا نسأل ما هو السبب فى اختيار الملاك لهؤلاء الرعاة إلى جوار أنهم كانوا ساهرين؟ السبب إن هؤلاء الرعاة كانوا يبحثون عن الخلاص. والدليل على ذلك؛ أنه عند ذهاب السيدة العذراء مريم إلى الهيكل لكى تقدم السيد المسيح بعد أربعين يوماً من ميلاده، وقفت حنّة النبية بنت فنوئيل، وتكلمت عن المسيح مع جميع المنتظرين فداءً فى أورشليم.
أى أن روح الله قد أعلن لها أن هذا هو المخلص.. بمجرد دخول السيد المسيح الهيكل، تكلم روح الله على فم حنّة النبية، وبدأت تتحدث عن أنه هو خلاص إسرائيل، وخلاص العالم "وكانت نبية حنّة بنت فنوئيل من سبط أشير.. فهى فى تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً فى أورشليم" (لو2: 36-38).
إن الروح القدس كان يحرك بعض الأشخاص فى وقت ميلاد السيد المسيح، فكما بشر الملاك العذراء مريم والروح القدس حل عليها، كذلك امتلأت أليصابات من الروح القدس وقالت للسيدة العذراء "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك. فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىَّ" (لو1: 42- 43).
وكذلك امتلأ زكريا من الروح القدس عند ميلاد يوحنا المعمدان، وفتح فمه وقال "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه. وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه" (لو1: 68- 69). فالروح القدس كان يعمل فى أشخاص كثيرين وقت أحداث الميلاد، قبله وخلاله وبعده.
إن حدث ميلاد السيد المسيح، ومجيئه إلى العالم، هو بداية تحقيق وعد الله لخلاص البشرية. فقال زكريا أبو يوحنا المعمدان "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه" (لو1: 68) لأن الله قد تذكر وعده المقدس، لذلك فإن كلمة زكريا تعنى "الله تذكّر"، واسم يوحنا يعنى "الله تحنن" واسم يسوع يعنى "الله يخلص". أى أن الله قد تذكّر.. الله قد تحنن.. الله قد خلّص. فعندما قال زكريا "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه" (لو1: 68). أكمل وقال "ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس" (لو1: 72).
إن الله لم ينس وعده، لكنه كان ينتظر الوقت المناسب. وذلك بعد أن يكون قد أعد كل شئ. وقد كُتبت نبوات كثيرة فى الكتب المقدسة تمهد لمجيء المخلّص، ورموز كثيرة. لأن تجسد كلمة الله، أو ظهور الله الكلمة فى الجسد، لم يكن شيئاً بسيطاً لكى يقدر الإنسان أن يفهمه، أو أن يستوعبه. فكان لابد أن يمهد الله برموز وأحداث كثيرة. كما أنه كما ينبغى أن ينتظر حتى يجد الإنسانة المباركة جداً التى تستحق أن تكون والدة الإله وهى القديسة العذراء مريم. ولأسباب كثيرة انتظرت البشرية عدة آلاف من السنين حتى أتم الله وعده.
يقول الكتاب "القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا" (لو1: 73).
فالقسم قد أعطاه الله لإبراهيم؛ فكان لابد أن ينتظر حتى يأتى إبراهيم، وعندما أتى إبراهيم. كان قد مر عدة آلاف من السنين. فهذا يوضح أنه كان لابد من حدوث بعض المراحل لكى عندما يتم الخلاص، يكون إتمام الخلاص هو تحقيق لوعود قالها الله، ونبوات كتبها الأنبياء القديسون، وسجلوها فى كتب العهد القديم.
إن الروح القدس كان يعمل فى شخصيات كثيرة. ومن بين هذه الشخصيات الرعاة الساهرون على حراسة رعيتهم. ولكن ليس فقط لأنهم كانوا ساهرين، ولكن يوجد أسباب أخرى.. فزكريا أبو يوحنا المعمدان عندما تكلم عن ما ذكرته الكتب المقدسة قال "كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا" (لو1: 70-73). أى أنه كان شخصاً يعيش ويدرس نبوات الأنبياء التى تتحدث عن مجيء المخلّص.
وأيضاً الأرملة القديسة التى عاشت فى الهيكل أربع وثمانين سنة، وذلك بعد ترملها بسبعة سنين من زواجها. فهذه الأرملة كانت خلال هذه الأربع والثمانين سنة لا تفارق الهيكل. وكما يقول الكتاب "وهى أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً" (لو2: 37).
فقد ظلت أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل. وذلك فى المكان المخصص للنساء، وليس فى الأماكن الخاصة بالكهنة. وقد كانت أثناء هذه السنين تدرس، وتستمع إلى الصلوات اليومية، والقراءات المقدسة، وتقرأ فى الأسفار المقدسة. أى أنها كانت متفرغة للعبادة أربع وثمانين سنة. لذلك عمل الروح القدس فى داخلها، فى نفس الوقت الذى كانت تعيش فيه كل هذه المعانى التى تتكلم عن مجيء المخلص، وميلاد السيد المسيح.
إن الحدث الذى رأته بعينها قد عاشته بقلبها. أى إنها قد رأته بعينى قلبها قبل أن تراه بعينيها الطبيعية. فتقابل الإحساس الذى عاشته فى داخلها مع المنظر الذى رأته بعينيها. وعندما يتقابل شيئان يسرى التيار. مثلما يحدث عند غلق الدائرة الكهربية يصير من الممكن أن يسرى التيار. فالروح هو الذى تكلم على لسانها بدون أن يعلمها أحد.

الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص
إن هؤلاء الرعاة كانوا ينقادون بالروح القدس، فما الذى كان من الممكن أن يتحدثوا فيه أثناء سهرهم ليلاً؟ من المؤكد أنهم كانوا يتحدثون فى النبوات وفى الأسفار المقدسة. فمثلاً من الممكن أن يقولوا إنهم يرعون الأغنام التى تقدم منها ذبائح كثيرة فى الهيكل، وهذه الذبائح ترمز إلى الخلاص الذى وعد به الله. لكن متى سيأتى المخلص؟!
يقول الكتاب إن حنّة بنت فنوئيل تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً فى أورشليم. إن الله يعلن لمن ينتظره، ولكن الذى لا يهمه لماذا يعلن له؟!! فهؤلاء الرعاة كانوا ينتظرون مجيء المخلّص لذلك يقول الكتاب "وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم" (لو2: 8). وبالأخص أنهم كانوا فى بيت لحم اليهودية مدينة داود، ومن المعروف أن المسيح هو من نسل داود حسب الجسد، لذلك فهؤلاء الناس كانت المزامير هى تسليتهم.
إن التسبحة التى نقولها فى كل ليلة فى الكنيسة مليئة فى أجزاء كثيرة بالمزامير والتسابيح والنبوات التى تتحدث عن الخلاص، وعن عمل الله فى حياة البشر. والتسبحة نفسها غير المزامير بها أجزاء من الأسفار المقدسة. فمثلاً الهوس الأول تسبحة موسى النبى وأخته مريم النبية مع شعب إسرائيل عند عبور البحر الأحمر. وقد كانت رمزاً للخلاص، ورمزاً للمعمودية.
إن الرعاة بكل تأكيد كانوا يسبحون، لذلك عندما كانت هناك تسبحة على الأرض، كان هناك تسبيحاً فى السماء فيقول الكتاب "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين: المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو2: 13-14).
إن كلمة "بالناس المسرة" معناها باللغة اليونانية "المسرة فى قلوب الناس الصالحين". فالملائكة فرحوا بما حدث فى قلب الرعاة عندما سمعوا بشرى الخلاص. والمسيح هو رئيس السلام، وهو صانع السلام. لأنه هو الذى سيصالح الله مع البشر، ويصالح الإنسان مع أخيه الإنسان، ويصالح الإنسان مع نفسه. وكذلك هو الذى قال "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9).
إن الرعاة كانوا يسبحون ويتأملون ويصلون، لذلك ظهر لهم الملائكة. فمن يريد أن يحيا مع الملائكة حياة الصداقة والعشرة الحقيقية، يجب أن تمتلئ حياته بالصلاة، والتسبيح، والتأمل فى الأسفار المقدسة.
يقول سفر أشعياء "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (أش53: 7). ولذلك نقول فى القداس الغريغورى }أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب{ ويقول الكتاب أيضاً "أما الرب فسُرَّ بأن يسحقه بالحزن ان جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح" (أش53: 10). وأيضاً "حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش53: 12).. "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (أش53: 5). فالرعاة كانوا قد قرأوا هذا الكلام ويرددونه. وكانوا يسألون الرب متى سيرسل الحمل الحقيقى الذى يحمل خطايا العالم كله؟

أهمية السهر الروحى
إن هذه القلوب الساهرة المنتظرة المترقبة عمل الله؛ هى التى سيرسل الله إليها ملائكته. فالله لم يرسل ملائكته إلى الأشخاص المترفهين أو المتنعمين. بل أرسل إلى أناس يجلسون فى العراء، وهم ساهرين على رعاية أغنامهم. وهذه هى أهمية السهر فى الحياة الروحية، وأهمية السهر فى الصلاة، وأهمية السهر فى الكنيسة والتسبيح.
إن هؤلاء كانوا رعاة للأغنام. والله كان يريد أن يرى رعاة للشعب. ويرى رعاية حقيقية. فيقول بفم نبيه حزقيال "يا ابن آدم تنبأ على رعاة إسرائيل، تنبأ وقل لهم هكذا قال السيد الرب للرعاة: ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم. ألا يرعى الرعاة الغنم؟! تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. فتشتتت بلا راعٍ وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقل وتشتتت. ضلّت غنمى فى كل الجبال وعلى كل تلٍ عالٍ وعلى كل وجه الأرض تشتتت غنمى ولم يكن من يسأل أو يفتش" (حز34: 2-6).
فالله كان حزيناً أن رعاة بنى إسرائيل كانوا قد أهملوا الغنم، وأهملوا الرعاية، وبحثوا عن ملذاتهم الشخصية، وظلموا الخراف. لذلك قال بطرس الرسول للرعاة "ولا كمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية" (1بط5: 3).

أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السيد الرب
يقول الرب للرعاة "هكذا قال السيد الرب هأنذا على الرعاة وأطلب غنمى من يدهم وأكفهم عن رعى الغنم ولا يرعى الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمى من أفواههم فلا تكون لهم مأكلاً. لأنه هكذا قال السيد الرب هأنذا أسأل عن غنمى وأفتقدها. كما يفتقد الراعى قطيعه يوم يكون فى وسط غنمه المشتتة هكذا أفتقد غنمى وأخلصها من جميع الأماكن التى تشتتت إليها فى يوم الغيم والضباب.. أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السيد الرب" (حز34: 10-15).
إذن الرب هو الراعى الحقيقى وقال السيد المسيح "أنا هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11). فقد جاء السيد المسيح لكى يشفى الجراح، ويقيم البشرية من سقطتها. ويعيد آدم إلى الفردوس مرة أخرى. ولكن ذلك لمن يقبل محبته، ويقبل خلاصه. كما هو مكتوب "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12).
وهنا يظهر العلاقة الوثيقة بين ليلة ميلاد السيد المسيح، وبين إعلان الرب عن نفسه أنا هو الراعى. وذلك سواء فى العهد القديم عندما قال "أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السيد الرب" (حز34: 15)، أو كلام السيد المسيح عندما بدأ خدمته الخلاصية وعندما بدأ يتكلم عن نفسه باعتباره أنه هو الراعى الصالح وقال "وأنا أضع نفسى عن الخراف" (يو10: 15).

الأدلة أن الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس
ومن الأدلة أن هؤلاء الرعاة كانوا مرشدين من الروح القدس؛ إنهم استجابوا لإعلان الملاك عندما قال "لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو2: 10-11). أى أن الذى تنتظرونه قد حدث فاذهبوا وانظروا بأنفسكم "وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود" (لو2: 12).
فهل من الممكن أن يوضع طفل فى مذود للغنم؟!! إن المذود هو المكان الذى يوضع فيه أكل الأغنام. فلماذا يوضع الطفل فى المذود؟!! لقد وضع فى المذود لأنه لم تجد العذراء مريم مكان فى البيت. فعندما ذهبت مع يوسف إلى بيت لحم لكى تكتتب يقول الكتاب "وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته فى المذود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل" (لو2: 6-7).
إن الله لم يجد له مكاناً فى قلوب البشر، فولد فى وسط الأغنام لكى يقول للبشر أنتم الذين رفضتمونى فى حياتكم من الممكن أن الحيوانات تكون أكثر قبولاً لى إذا جلست فى وسطهم. لكن أنا قد جئت لتحويل حياتكم من حيوانات إلى بشر لأن الإنسان قد خلق على صورة الله، فأنا أريد أن أحول هذه الحظيرة إلى كنيسة فى العهد الجديد.
وبالفعل فإن كنيسة بيت لحم قد بُنيت فى مكان المذود الذى ولد فيه السيد المسيح وأصبحت كنيسة عظيمة ضخمة فى بيت لحم اسمها كنيسة المهد. فلم تعد حظيرة للخراف غير الناطقة لكن أصبحت حظيرة للخراف الناطقة أى البشر من شعب الله.
"ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً فى المذود" (لو2: 15-16).
فكيف عرف الرعاة فى أى حظيرة وُلد السيد المسيح؟!! إن بيت لحم كلها هى مدينة الأغنام، فقد كان كل عمل داود هو رعاية الغنم فكيف عرفوا أين هى الحظيرة إن كان لم يظهر لهم نجم، أو ذهب معهم ملاك؟!!
إن المجوس قد احتاجوا للنجم لكى يرشدهم إلى مكان وجود الطفل يسوع، وكان ذلك بعد فترة من ميلاد السيد المسيح، بدليل أن هيرودس عندما حسب المدة وتحقق زمان النجم الذى ظهر حسب المدة من ساعة ظهور النجم حتى ذهاب المجوس فوجد هذه المدة حوالى سنتين فأرسل وذبح كل الأطفال من سن سنتين فما دون. فالمجوس لم يأتوا فى ليلة ميلاد السيد المسيح. ولكن فى بعض صور الميلاد يضعوا المجوس بها. لكن هذا ليس أكثر من تجميع لأحداث الميلاد فى صورة واحدة، وفى بعض الأحيان يقوم البعض بعمل مذود به تماثيل فى ليلة عيد الميلاد وذلك من أجل فرحة الأطفال الصغار، ولكن يجب أن يوضع هذا المذود خارج الكنيسة لأن الكنيسة القبطية لا يجب أن يدخلها أى تماثيل بل أيقونات فقط بما فى ذلك مغارة الميلاد التى تُعمل من أجل الأطفال.
ولكن الرعاة ذهبوا فى نفس ليلة ميلاده، فكيف عرفوا مكان الحظيرة؟!! لقد عرفوا لأن الروح القدس كان يرشدهم "فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً فى المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن هذا الصبى" (لو2: 16-17).

ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة
وكما أعلن الله عن ميلاد ابنه الوحيد للرعاة الذين يمثلون الشخصيات التى كان من الممكن أن يتعامل معها الله نظراً لأمانتهم فى وسط شعب إسرائيل المنتظر الخلاص. أيضاً بدأ الله يتعامل مع الأمم، إذ قال السيد المسيح "ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغى أن آتى بتلك أيضاً فتسمع صوتى وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو10: 16).
فهنا يتكلم عن نفسه أنه هو الراعى الصالح. والمقصود هنا بالخراف الأُخر الأمم وليس اليهود، ولا نسل يعقوب أبو الأسباط الاثنى عشر، ولا نسل اسحق، ولا نسل إبراهيم، لكن الأمم. وكما قال سمعان الشيخ "نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل" (لو2: 32).
فليس الخلاص الذى أتى الله لكى يعلنه مسألة تخص شعب إسرائيل فقط. وإن كان قد قال "لأن الخلاص هو من اليهود" (يو4: 22) لكن المقصود فى هذه العبارة الأخيرة أن الله كان قد وعد إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض. فالسيد المسيح من نسل إبراهيم. لكن البركة لجميع قبائل الأرض. وفى سفر أشعياء "أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم. لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين فى الظلمة" (أش42: 6-7).

نوراً تجلى للأمم
إن السيد المسيح فى نظر الآب هو الابن الوحيد الذى سُرّت به نفسه وكما يقول الكتاب "هوذا فتاى الذى اخترته حبيبى الذى سُرّت به نفسى. أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق" (مت12: 18). وأيضاً فى سفر الأعمال قال "ولتُجرَ آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع" (أع4: 30).
فكلمة "نوراً للأمم" تعنى أن الخلاص ليس لشعب إسرائيل فقط، وإن كان الله قد ذكر هذا الكلام فى العهد القديم. وكان اليهود يعتبرون أنفسهم أنهم شعب الله الخاص. والله نفسه كان يتحدث إليهم باعتبارهم شعبه الخاص. ويقول الكتاب "والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل لا تخف لأنى فديتك، دعوتك باسمك، أنت لى. إذا اجتزت فى المياه فأنا معك، وفى الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت فى النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك. لأنى أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (أش43: 1-3).
فكان الكلام موجهاً لإسرائيل. لكن فى خلال كلامه فى الإصحاح السابق بنفس السفر يقول "نوراً للأمم". وكذلك عند حمل سمعان الشيخ السيد المسيح قال "نوراً تجلى للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل" (لو2: 32). فمن الواضح أن الله له قصد فى أن يدعو الأمم إلى ميراث الحياة الأبدية، وإلى أن يكونوا رعية مع شعب إسرائيل الذى يقبل ويؤمن بمسيحه. فتكون رعية واحدة لراعٍ واحد.

تعامل الله مع الأمم
لقد بدأ الله يتعامل مع الأمم فى وقت ميلاد السيد المسيح بطريقة لطيفة جداً. فقد كان يوجد أشخاص حكماء فى بلاد المشرق أى ناحية فارس، ويسمون المجوس. وهم حكماء المملكة. وكان عملهم رؤية الأفلاك، وحساب الأزمنة.. وكان بعضهم يعمل فى التنجيم. فعندما أُخذ شعب إسرائيل إلى السبى من مملكة بابل، وأصبحوا تحت حكم مملكة فارس، كان دانيال النبى موجوداً فى البلاد فى ذلك الوقت. وقد اختاره الملك لأنه وجد فيه "روح الآلهة القدوسين" على حسب قوله، والمقصود روح الله. وعيَّنه كبيراً للمجوس أى كبيراً للحكماء. وفى هذه الأيام كتب دانيال النبى السفر وبه نبوات كثيرة عن السيد المسيح. مثل النبوة التى قال فيها "سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأبدى ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين" (دا9: 24).

المجوس يترقبون مجيء المخلص
إن النبوات التى فى سفر دانيال كانت تتكلم عن ميعاد ميلاد السيد المسيح. فيقول سبعون أسبوعاً أى 490 سنة ونطرح منها أسبوع فيكون 483 سنة والسيد المسيح كان يجب أن يبدأ خدمته الكهنوتية وعمره 30 سنه وذلك حسب الشريعة، وبهذه الطريقة يمكن حساب ميعاد ميلاد السيد المسيح. والمجوس حسب النبوات كانوا يترقبون ظهور علامة لهم. لذلك ظهر لهم ملاك فى صورة نجم. أى كائن سماوى كان يتحرك وغير ثابت. فإن كان هذا نجماً عادياً فى السماء، سيكون بعيداً جداً وكان غير ممكن أن يحدد المكان بالتحديد.
ولكن هذا النجم جاء ونزل فوق حيث كان الصبى. لقد كان هذا ملاكاً وليس نجماً عادياً. ولكن لأنهم يرصدون حركة النجوم، فقد رأوا هذا النجم أنه نجم غريب. ورأوا علامات مميزة ففهموا أنه نجم لملك عظيم، أو أنه ملك كبير فى الأرض. وبالنسبة للنبوة التى كانت عندهم فى سفر دانيال. فإن دانيال النبى كان كبيراً للمجوس. أى أن المجوس كانوا تلاميذاً له ومع تسلسل الأجيال. وعندما رأوا المنظر بدأوا يفهمون.
إن الروح القدس كان لا يعمل فى المجوس بنفس الصورة التى كان يعمل بها مع الرعاة ولكن ليس معنى هذا أنه لا يعمل نهائياً. ولكنه كان يتدرج معهم وذلك من خلال الأمور التى كانوا يستطيعون فهمها. فبالنسبة لهم كان سفر دانيال مثل أسفار الحكمة، أى أحكم الحكماء. فعندما نتذكر قصة نبوخذ نصر الملك عندما أخبره دانيال النبى بالحلم، وفسّر له الحلم وعيّنه كبيراً للمجوس فكل هذه الأمور تجعلهم يثقون فى نبوات دانيال النبى.
إن الله كان يتعامل مع المجوس على حسب تفكيرهم. لذلك ظهر لهم الملاك على هيئة نجم وعندما قادهم إلى بلاد اليهودية، ذهبوا إلى العاصمة أورشليم وإذا النجم قد اختفى. وهنا بدأوا يسألون الناس، وذهبوا إلى هيرودس الملك يسألون أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له.
وبدأ هيرودس الملك يضطرب وأرسل لإحضار رؤساء الكهنة ليسألهم أين يولد المسيح "فقالوا له فى بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبى وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل" (مت2: 5-6).
واضطرب هيرودس وقرر أن يقتل هذا الطفل المولود الذى سوف يأخذ الملك منه وذلك حسب نظرته للعالم. ولكن السيد المسيح قال "مملكتى ليست من هذا العالم" (يو18: 36). فعندما خرج المجوس من عند الملك ظهر لهم النجم مرة أخرى. وهنا بدأ الإعلان السماوى يرجع إلى قيادتهم مرة أخرى.
وعندما وصلوا إلى البيت نزل النجم الذى كان يقودهم ثم اقترب من البيت. فعرفوا أن المولود هو ملك اليهود أو ملك ملوك الأرض أو ملك الملوك ورب الأرباب فى السموات وما على الأرض حسب تفسير حلم الملك نبوخذ نصر الذى فسّره له دانيال النبى وكتبه فى السفر المعروف باسمه.

الروح القدس يرشد المجوس إلى أنواع الهدايا
 عندما بدأ المجوس يستعدون لرحلتهم اختاروا بعض الهدايا لكى يقدموها للملك المولود فاختاروا ثلاث هدايا وهى: ذهب ولبان ومر. فالمر له مذاق مر، ولكن رائحته عطرية. واعتبروا أن هذه أنواع من الهدايا التى أحياناً تقدم لبعض الناس فى بعض المناسبات. ولكن بالنسبة للسيد المسيح كان لها مدلول عقائدى، ومدلول لاهوتى، ومدلول روحى، ومدلول نبوى.
فمن الواضح أن الروح القدس هو الذى أرشد المجوس إلى اختيار هذه الهدايا. ونلاحظ فى صورة الميلاد أنها تكون بها ثلاثة من المجوس فقط. لكن من الممكن أن يكونوا أكثر من ثلاثة أشخاص لأن الكتاب لم يذكر أنهم ثلاثة مجوس. ولكن الهدايا فقط هى التى ثلاثة. فهم مجموعة من الحكماء أتت من بلاد فارس من رحلة طويلة. ولكن الذين قدموا الهدايا هم ثلاثة أشخاص.

لماذا ثلاث هدايا؟
إن اختيار عدد الهدايا ثلاثة هى إشارة إلى أن هذا المولود واحد من الأقانيم الثلاثة التى لإله واحد فى الجوهر مثلث الأقانيم. فعدد الهدايا رمز وإشارة إلى السيد المسيح، ونوع الهدايا ذهب يرمز إلى أن السيد المسيح هو ملك، واللبان يرمز إلى إن السيد المسيح هو كاهن، والمر يرمز إلى أن السيد المسيح سوف يتألم من أجل خلاص العالم.
فهو ملك وكاهن ونبى ولكن ليس نبى مثل باقى الأنبياء الذين سبقوه. ولكن هو رب الأنبياء. فهو ظهر فى الهيئة كإنسان، ولكن فى نفس الوقت هو ملك الملوك ورب الأرباب فإذا تكلمنا عنه كملك فهو ليس ملكاً عادياً. ولكنه ملك الملوك ورب الأرباب. وإذا قيل عنه نشيد فلا يقال نشيد عادى، بل يقال نشيد الأناشيد. وإذا كان هو كاهن فهو رئيس الكهنة الأعظم. الذى كهنوته كهنوت أبدى لا يزول. وإذا كنا نتكلم عنه كنبى فهو ليس مجرد نبى عادى. فمثلاً تنبأ عن موته, وعن خراب أورشليم، وعن قيامته فى اليوم الثالث. وقد تحققت كل هذه النبوات فى حينها. وتنبأ أيضاً عن نهاية العالم. وسيتم ذلك لأن السيد المسيح هو الذى تنبأ بها.
وأهم نبوة قيلت "ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم. فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم" (مر10: 33-34).
وكانت هذه هى أهم نبوة قالها السيد المسيح. وهذه النبوة كانت عن آلامه لذلك ارتبط المر بمعنى النبوة عند السيد المسيح أى أن المر إشارة إلى أنه نبى. أو أنه قد تنبأ عن موته وعن آلامه الخلاصية. فاللبان يرمز إلى الكهنوت لأن الكاهن يقدم ذبيحة البخور. وحتى عند الوثنيين فهم يبخرون للأوثان.
لذلك فإن مسألة التبخير وارتباطها بالكهنوت، مسألة معروفة من العهد القديم عند شعوب كثيرة. ولكن عندنا نحن لها مدلول روحى خاص. بل إن السيد المسيح نفسه كان رائحة بخور عطرة ونقول عنه أيضاً }هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة{ (لحن "فى إيتاف إنف vaietafenf" الذى يقال يوم الجمعة العظيمة ويقال بلحن آخر فى تسبحة يوم الأحد).
فالسيد المسيح أصعد ذاته رائحة رضا وسرور لله الآب فى طاعة كاملة. وفى سيرته العطرة كرئيس كهنة قدم الذبيحة المقبولة التى قبلها الآب السماوى، وبها كفَّر عن كل خطايا البشرية لكل الذين يؤمنون باسمه ويؤمنون بخلاصه ويقبلون أن يتشبهوا بموته وقيامته عندما يدفنون فى المعمودية مع المسيح ويقومون فيها أيضاً معه.
إن السيد المسيح عندما يتكلم من حيث إنه قد تنبأ فلابد أن نتذكر أنه ليس مجرد نبى، ولكنه الله الكلمة المتجسد، وهو ابن الله الوحيد. لكن من الطبيعى إذ ظهر فى الهيئة كإنسان أن يقول بعض الأمور التى تنبأ بها. وحينما تحدث نتأكد أنه كان يتكلم كلام الله. وليس مجرد كلاماً عادياً مثل أى إنسان عادى. فقد كانت نبوته عن موته على الصليب وقيامته من بين الأموات شيئاً هاماً جداً بالنسبة للكنيسة لهذا فحينما ظهر السيد المسيح بعد القيامة قال لتلاميذه "أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده" (لو24: 26).

كيف تعامل الروح القدس مع المجوس؟
إن الروح القدس قد تدرج مع المجوس. ففى البداية أرشدهم إلى اختيار أنواع الهدايا التى يقدمونها ثم ظهر لهم نجم لكى يرشدهم إلى الطريق. ولكن بعد أن سجدوا للسيد المسيح الإله الكلمة ومخلّص العالم. بدأت علاقة الله معهم تكون أقوى من الأول، وبدأ الله يتعامل معهم بإعلانات سماوية واضحة فيقول الكتاب "ثم إذ أوحى إليهم فى حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا فى طريق أخرى إلى كورتهم" (مت2: 12).
وذلك لأن هيرودس كان يريد قتل الطفل، ولكن الله أوحى إليهم أن ينصرفوا فى طريق آخر. وبذلك نرى الروح القدس قد بدأ يعمل فى حياتهم بصورة أقوى عن طريق الوحى. وهذا معناه أن الله يدعو الأمم إلى معرفته عن طريق مجيء السيد المسيح إلى العالم. ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

الجمعة، 27 أبريل 2012

كيف أصير شخصية قوية؟

كيف أصير شخصية قوية؟

القس ميخائيل عطية

ليست القوة هى قوة شمشونية فى الجسد والعضلات، وليست هى قوة العنف والسيطرة وإخضاعها الآخرين، وليست هى قوة المنصب والسلطان والجاه.ولكنها هى قوة الروح فى الداخل تعبر عن ذاتها فى الخارج بأسلوب روحى.
ومن ثم فمن أهم سمات الشخصية القوية:
1- القدرة على ضبط النفس "مالك نفسه خيرً ممن يملك مدينة" (أم 32: 16).
أى له القدرة على ضبط الفكر أمام الشهوات، ضبط الحواس (العين - الأذن) ضبط اللسان، ضبط الإنفعالات وعدم الغضب، ضبط العاطفة، ضبط الغريزة.
2- القدرة على إعلان الحق بشجاعة ففى الوقت الذى قال فيه الرب يسوع: "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت 29: 11) أمسك السوط، وطرد
باعة الحمام من الهيكل، وأعلن الحق بوضوح "بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص" (مت 13: 21).
ولنا فى مواقف يوحنا المعمدان وإيليا النبى وغيرهم فى التصدى للظلم، وإعلان الحق بشجاعة أمثلة حية نتمثل بها.
3- القدرة على إتضاع الفكر
عدم العناد وتصلب الرأى، قبول الحوار مع الآخر، الإعتراف بالخطأ، الإستعداد للطاعة والتنازل عن الرأى الشخصى، تقديم الآخرين فى الكرامة.
4- القدرة على المثابرة وتجاوز الفشل
"انسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام" (فى 13: 3).
  أمثلة: هيللين كيلر - بيتهوفن - اسحق نيوتن..
5- القدرة على الإحتمال والحب
مثلما أحتمل الرب يسوع صالبيه "إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 34: 23)، ومثل الشهيد استفانوس "يارب لا تقم لهم هذه
الخطية" (أع 60: 7).
ختاماً..
إن مصدر القوة الحقيقية هو الله نفسه "قوتى وتسبحتى هو الرب، وقد صار لى خلاصاً" (مز 14: 118).

الجمعة، 20 أبريل 2012

نور السيد المسيح

V جينيسيوس المهرج الشهيد
جينيسيوس المهرج الشهيد

St. Genesius
في مجيء الإمبراطور دقلديانوس إلى روما اُستقبل بمظاهر الحفاوة والترحاب. ومن ضمن برنامج الترفيه الذي أُعِد له، رتب أحد المهرجين واسمه جينيسيوس أن يُقلِّد طقوس المسيحيين في المعمودية، عالمًا أنها لابد أن تُعجب الجمهور الذي كان ينظر إلى المسيحية بطقوسها وأسرارها نظرة ازدراء وتهكُم.
استلقى جينيسيوس على المسرح ممثلاً المرض، ثم نادى قائلاً: "يا أصدقائي أشعر بحمل ثقيل جاثمًا فوقى وأريد أن أتخفف منه".
أجابه الممثلون الآخرون: "ماذا نفعل لكي نخفف عنك؟"
قال جينيسيوس "أريد أن أموت مسيحيًا حتى يقبلني الَّله في هذا اليوم كأحد المؤمنين به".
أتوه بكاهن ممثل، وسأل جينيسيوس عن سبب طلبه له. وهنا أضاءت نعمة الَّله بصيرة جينيسيوس فرد قائلاً بحق وليس تمثيلاً: "لأني أريد أن أتقبل نعمة السيد المسيح بالميلاد الجديد حتى أُغسل من جميع خطاياي". ثم أكمل بقية الممثلين طقس المعمودية حسب المعتاد، بينما كان جينيسيوس يجاوب على كل أسئلتهم حقيقة وليس تمثيلاً.
أخيرًا، استكمالاً للتمثيلية، أتى ممثلون آخرون يلبسون ملابس الجنود وأخذوا جينيسيوس ليوقفوه أمام الإمبراطور ليحاكمه كمسيحي. وهنا وقف جينيسيوس على المسرح وتكلم بالصدق قائلاً:
"استمعوا يا جميع الحاضرين الآن إليّ، فإني دائمًا كنت احتقر المسيحية والمسيحيين، وحين تعلمت طقوسها وأسرارها كان هدفي هو زيادة تمتعكم بإتقاني للتمثيل.
لكن حين كنت أستعد لتمثيل المعمودية أمامكم الآن، رأيت فوق رأسي مجموعة من الملائكة يقرأون من كتاب كل خطاياي منذ طفولتي حتى الآن، ثم غمسوا هذا الكتاب في ماء المعمودية التي أُعِدت لأتعمد فيها أمامكم، وإذا به يصير أبيض من الثلج.
لذلك فإني أدعوك أيها الإمبراطور مع جميع الحاضرين أن تؤمنوا بالسيد المسيح الإله الحقيقي، فهو النور والحقيقة، وبه ننال مغفرة خطايانا".
دُهِش دقلديانوس من هذا الكلام وأمر بضرب جينيسيوس وتعذيبه حتى يبخر للأوثان. فعذبوه بتقطيع جنبيه وبحرقه بالنار، فكان يزداد صراخًا:
"ليس إله إلا يسوع المسيح، لن أعبد سواه حتى ولو اضطررت أن أموت آلاف المرات.
لن يَنزع التعذيب اسمه من فمي أو قلبي.
إني آسف على كل إهانة وجهتها إلى اسمه المبارك، وعلى كل وقتٍ ضاع مني دون أن اخدمه فيه".
وأخيرًا قتلوه بقطع رأسه.
Butler, August 25.