الخميس، 30 ديسمبر 2010

شكرا لك يا أبي لأنك أريتني كيف أننا فقراء

في يوم من الأيام كان هناك رجل ثري جدا أخذ ابنه في رحلة إلى بلد فقير ، ليري ابنه كيف يعيش الفقراء , لقد أمضوا أياما وليالي في مزرعة تعيش فيها أسرة فقير ... في طريق العودة من الرحلة سأل الأب ابنه : كيف كانت الرحلة ؟قال الابن : كانت الرحلة ممتازةقال الأب : هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟ قال الابن : نعم قال الاب : إذا أخبرني ماذا تعلمت من هذه الرحلة ؟ قال الابن : لقد رأيت أننا نملك كلبا واحدا ، وهم (الفقراء) يملكون أربعةونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا ، وهم لديهم جدول ليس له نهاية لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا ، وهم لديهم النجوم تتلألأ في السماءمساحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية ، ولهم امتداد الأفقلدينا مساحة صغيرة نعيش عليها ، وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول. لدينا خدم يقومون على خدمتنا ،وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض نحن نشتري طعامنا ، وهم يأكلون ما يزرعوننحن نملك جدراناً عالية لكي تحمينا ، وهم يملكون أصدقاء يحمونهمكان والد الطفل صامتا ... عندها أردف الطفل قائلا شكرا لك يا أبي لأنك أريتني كيف أننا فقراء

السبت، 25 ديسمبر 2010

مقياس

فى ايام الدراسه احضروا لنا عدة مواد لقياس الصلابه واخيرا كان الالماس فكنا نحك المواد لنعرف صلابتها وان كانت كل المواد تخدش بمجرد احتكاكها بالاماس
سؤالى هل وضعت ايمانك بالله على هذا المقياس كلنا نقول حين يموت الاب او الام تاركين اولاد صغار ان الله سيعتنى بهم احسن من ابوهم
هل فعلا تؤمن بهذه الكلمات هل لو مت انت هل شتثق فعلا ان الله قادر على ذلك اما انها كلمات لا تحرز درجات على مقياس الايمان


ضع كل ايمانك على المقياس واسال الله ان يجعل ايمانك يصل الى اعلى الدرجات
واصرخ كبطرس
اؤمن يارب فاعن ضعف ايمانى

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

وانا متاكدة انها سيحملنى لبر الامان سالمة لانة ابي...

بعد اقلاع الطائرة بنصف ساعة هدأت الطائرة فى الجو وانذار ربط الاحزمة اطفئ ولكن سرعان ما ارتبك المكان وعلامة الانذار رجعت مرة ثانية بربط الاحزمة! نصف ساعة مضت وصوت هادئ يكاد يكون مسموع لدى الكاهن لانة فى المقعد الاول: لا توزعوا المشروبات للوقت الحالى فيبدو انة يوجد مشاكل بالطائرة واعملوا كل جهدكم لربط الاحزمة لكل المسافرين هكذا قال الطيار للمضيفات بحزم..وكان الكاهن ينظر حولة ويبدو ان معظم المسافرين علموا وبدأ الاضطراب والخوف يحوم فى كل الطائرة.. وجاءت المضيفة ووقفت بجانب الاب الكاهن وفى يدها الميكروفون واعلنت عن اسفهم لعدم تقديم المشروبات فى الوقت الحالى.. يوجد بعض الاعطال فى المحرك نظرا لوقت الرعد والبرق علية ويجب علينا التعاون للمرور من الظرف هذا.. وابتدئت تشرح التحذيرات من جديد بكل اللغات التى تعرفها..وفجاءت برق عظيم نزل على الطائرة لاحظة كل المسافرين وانقلبت الطائرة فى الجو وصار صراخ فى الطائرة من كل الجهات.. لا تستطيع ان تميز اصوات الاستغاثة واحسسنا ان الطائرة تفقد توازنها وانها تهبط بسرعة كبيرةوابتداء الاب الكاهن يبكى ويصلى ووقعت عيناة على فتاة صغيرة لا تبالى من اى شئ ممن حولها! الحقيقة انها كانت تقراء كتاب فى صمت وهدوء شديد!!وكلما كانت تهبط الطائرة تغلق هذة الفتاة عيناها وتفتحها مرة اخرى حتى تستكمل القراءة وكاد الاب الكاهن لا يصدق عيناة..و حصلت المعجزة واستطاع الطيار الحكيم بالهبوط الاضطرارى واسرع كل الركاب بالنزول من الطائرة المشئومة بسرعة كبيرة.. بينما اسرع الكاهن الحبيب بسرعة ليكلم الطفلة الشجاعة ويعرف ما هو سر شجاعتها..- لماذا لم تخافى يا ابنتى؟! سأل الكاهن فى لهفة..فردت الطفلة فى وداعة: لأن أبي هو الطيار.. وانا متاكدة انها سيحملنى لبر الامان سالمة لانة ابي...

توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوم سبلك.سلم حياتك ليه وهو يوصلك الميناء هو اقل كده سلمنه فصارنه نحمل

الخميس، 23 ديسمبر 2010

صدق او لا تصدق

عندما كانت الساعة تعلن الثانية فجرًا في يوم السبت الموافق 13مارس 2005م كانت "أشلي سميث Ashley Smith" البالغة من العمر 26 عامًا، عائدة إلى شقتها بمدينة دولاث بأتلانتا عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية.كانت أشلي تفكر في ماضيها المظلم والمؤلم، وكيف كانت قد أدمنت الخمر، وكيف قٌتِل زوجها منذ أربعة أعوام بسبب اعتداء بعدة طعنات، فمات بين ذراعيها، وكم استدانت حتى طلبت بنفسها من المحكمة أن تكون خالتها وصية على ابنتها الوحيدة البالغة من العمر 5سنوات، وأن تستضيف الطفلة لديها. كانت هذه الأفكار تتهادى في ثقل في ذهن أشلي، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بالسعادة البالغة بسبب القرار الذي أتخذته منذ أيام قليلة بأن تعود للرب يسوع المسيح، وتقبله كالمخلِّص والفادي الوحيد من خطاياها، فهو الذي أحبها حتى مات على الصليب بدلاً عنها. وضعت أشلي سيارتها في الجراچ وهي في الطريق للشقة، وفجأة رأت شخصًا يهددها بمسدس في يده، ويأمرها أن يدخل معها الشقة.عرفته أشلي على الفور من لون بشرته السوداء، ومن تقاسيم وجهه، أنه السفاح الشهير في جورجيا "براين نيكولاس Brian Nichols" البالغ من العمر 33 عامًا، والذي كان في اليوم السابق قد قتل 4 أشخاص، بعدما كان ماثلاً للمحاكمة أمام محكمة أتلانتا بتهم القتل والاغتصاب، حيث خطف المسدس من يد أحد رجال الأمن، وقتل القاضي واثنين آخرين، وهرب، ثم قتل رابع ليسرق سيارته ليهرب بها. شعرت أشلي أن نهايتها جاءت، ولكن كان عندها رجاء أنها إن قُتّلت الآن ستذهب حتمًا للسماء لمقابلة الرب يسوع هناك. وقد ساعدها هذا السلام العجيب على التصرف بهدوء، فاستجابت لأوامر السفاح الذي قيدها في حوض الاستحمام (البانيو)، ووجَّه إليها مسدسه. ولكنها قالت له بلطف إنها تقدّره كإنسان مات المسيح لأجله. وأكّدت له أنها تشعر بالخسارة تجاهه، إذ كان يمكن أن يكون خادمًا للرب بدلاً من أن يخدم الشيطان.وحكت له عن ماضيها في الخطية، وما حصدته منها، وعن ابنتها الوحيدة، وكيف إن قُتلت هي ستصير الطفلة بلا أب ولا أم. وحدّثته عن الكتاب المقدس العظيم الذي بدأت تقرأه بانتظام، وعن كتاب اسمه "الحياة المنطلقة نحو الهدف The Purpose Driven Life " الذي بدأت برنامج قرائته منذ أيام. وردّدت عليه الآيات التي حفظتها عن ظهر قلب من الإنجيل خلال قرائتها.في البداية لم يعبأ براين بكلامها، لكن بعد قليل اخترقت قلبه كلمات الإنجيل التي كانت أشلي تحدثه بها، وهي تخبره عن الله المُحب، وكيف أنه بذل المسيح ليموت عنا، وشاركته بكيف تغير شاول الطرسوسي سفاح عصره (أعمال9) وصار أعظم قديس، كيف صار الرسول بولس الذي استخدمه الروح القدس بعظمة!! بعد مرور 7 ساعات من سماع السفاح لبشارة الإنجيل من الضحية أشلي سميث، طلب أن تعيد عليه قراءة بعض الآيات من الإنجيل. وبعد أن فكّ قيودها صنعت له وجبة الإفطار، وتناولاه معا. وبعدها طلب منها أن تزوره في السجن بعدما يسلم نفسه للبوليس، لتساعده على الكرازة بقصة المصلوب العجيب الرب يسوع المسيح المحرّر والمخلِّص الفريد، الذي قرر السفاح أن يحتمي في جراحه إذ عرف الآية: «وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا.تَأدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا.مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء53: 5-6)؛ فوعدته بذلك। سمح براين لأشلي أن تذهب لخالتها لتحضر طفلتها من هناك، وتذهب بها للكنيسة حيث النشاط اليومي للأطفال هناك، على أن ينتظرها لتُحضر البوليس ليسلِّم نفسه لهم। انتظر براين نيكولاس في الشقة حتى جاء البوليس فسلم نفسه لهم الساعة 11।45 صباحًا، تحت عدسات التليفزيون التي كانت صورها لا تغطي أمريكا فقط بل العالم كله، ليخبرهم السفاح أن عمل المسيح على الصليب هو الأمر الوحيد الذي استطاع أن يخترق قلبه الفولاذي الخرساني القاسي।وما يزال براين نيكولاس إلى اليوم يكرس كل جهده ووقته في السجن لدراسة الكتاب المقدس والكرازة بالمسيح وعمله لكل المساجين بالخطية في العالم أجمع.....


صديقي॥صديقتي: هل تصدق أو لا تصدق ما قرأت؟! أنا أصدقه। ليس فقط لأنه واقع معاصر تمتلئ به أكثر من 3 ألاف مقالة على الإنترنت في مختلف المواقع، ونشرته أشهر الصحف العالمية مثل مجلة تايم الأمريكية - التي عادة ما لا تتحدث عن الشئون الدينية - وما قاله "سوني بردو" حاكم ولاية جورجيا في يوم 24 مارس 2005 في تكريم أشلي سميث حيث قال: "إن أشلي اخترقت قلب السفاح"، وما قاله مدير الأمن لولاية جورجيا: "كنا نستعد لمواجهة دامية مع القاتل، لم نكن نعرف أن هناك أشلي سميث"... أصدق ما حدث ليس لأجل هذا فقط، ولكن لأن الرب يسوع المسيح الذي غيّرني، وغيَّر شاول الطرسوسي (أعمال9)، وأنسيمس (رسالة فليمون)، واللص التائب (لوقا23)، والسامرية (يوحنا4)، وملايين كثيرة؛ يستطيع أن يغيّر قلب السفاح براين نيكولاس، بل ويقدر أيضًا أن يخلصك أنت الآن مهما كانت خطاياك.فإمكانيات دمه وعمله الكفاري أعظم من كل شرورك. فاركع الآن في مكانك، وأنت تقرأ هذه الكلمات، وصَلِّ. صلاة: يا من خلّصت أشقى المجرمين.. وفككت قيود المأسورين.. خلصني

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

تامل هذه القصه وفكر ماذا تقدم

طفلان في المزود

في أحد دور الأيتام بمصر في سنة 1994، وفي فترة أعياد رأس السنة أتت مجموعة من الخدام المباركين وهم مملؤين عزم ونشاط

كي يقدموا السيد المسيح "طفل المذود" للأطفال بطريقة سهلة وممتعة.. فتقدم أحدهم وبدأ يحكي القصة، وبالفعل أستطاع أن يرويها بأتقان. وبعدها أستلمت أحدي الخادمات الدفة، وبدأت تشرح للأولاد تطبيق بسيط للدرس وهو عبارة عن كيفية عمل المذود والمغارة بالورق المقوي.. وهنا بدأ الأولاد بالعمل وهم في غاية السعادة.

وبعد فترة أنتهي الكل، فتقدموا الخدام ليروا ما صنع الأولاد.. وكانت المفاجأة لأحد الخدام أذ رأي طفل يضع بداخل المذود طفلين وليس طفل واحد!! فأنتابه استغراب.. وسأل الطفل: "لماذا وضعت طفلين في المذود؟ أليس في المذود طفل واحد وهو بابا يسوع؟ فمن أين أتيت بالأخر؟!"

فصمت الولد لبضع ثواني وقال: "أستاذ، أنت عندما رويت القصة أنا أستمتعت بها جداً، وأيضاً التطبيق كان جميل، ولكني عندما أنتهيت

أقتربت من المذود حيث الطفل لأسأله ماذا يريد حتي أحضره له كهدية.. فسألني هو: "هل لديك بابا وماما؟" فقلت أنا: "لا ليس لدي بابا وماما" وأكملت وقلت له: "أنا أتيت لك لأسألك ماذا تريد أن أحضره لك هدية؟" فقال هو: "لا أريد شئ" وأبتسم، فقلت له: "أنا لا أملك الأن هدية، فما رأيك أن أتقدم وأدخل معك المذود لأدفأك بجسدي؟! فبالتأكيد أن تشعر بالبرد وهذا القماط الملفوف به لم يعطيك التدفئة اللازمة..! فما رأيك؟! فنظر لي وأبتسم ومد لي يده أعلان منه بالموافقة.. فذهبت أنا ودخلت وجعلت من جسدي هدية له لأدفئه بها

ولهذا يوجد في المذود طفلين؛ بابا يسوع وأنا!

هذه كانت القصة لطفل يملك من العمر 6 سنوات، وقدم لطفل المذود جسده كله بما أنه لايملك شئ.. أما نحن نملك الكثير، فماذا سنقدم لطفل المذود؟!

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

المقصود بهذه القصه كل انسان بعيد عن الله

ابن أرملة نايين
«ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون، فقال أيها الشاب لك أقول قم» (لو 7: 14)
مقدمة
حلم كوبر الشاعر العظيم، في لحظة من لحظات التأمل وتبكيت النفس، أنه يسير في مقابر عظماء الانجليز في وستمنستر أبى، وإذ سمع صوتًا ورأى بابًا مفتوحًا من على بعد سارع نحو الباب. وقبل أن يبلغه قفل أمامه بصوت رهيب مفزع، وقال كوبر إنه فزع من الباب المغلق على نحو لا يباريه فزع ولو صدر من جميع كنائس العالم مجتمعة معًا، الفزع من فقدان الباب الأبدي إلى السماء في نهاية الحياة، وإذا كانت قصة ابن أرملة نايين تعطي ما لا ينتهي من الدروس والعبر والعظات، فإنها أولاً وقبل كل شيء، تكشف عن حب المسيح للشباب الذين يقف في طريق موتهم في زهرة العمر وقوة الشباب، ليعطيهم حياة تستطيع أن تنقلهم من نعش إثمهم وخطاياهم وشرورهم ومباذلهم، إلى الخدمة والقوة والمجد والنجاح، والقديس أوغسطينوس يعتقد أن كل واحد من الأناجيل الثلاثة التي دونت قصص المقامين من بين الأموات، كانت تعني شيئًا خاصًا، فمرقس دون قصة الصبية الصغيرة ابنة يايرس، ولوقا دون قصة ابن أرملة نايين، ويوحنا دون قصة لعازر وها نحن الآن نقف أمام أرملة نايين فيما يلي:
الشاب والمدينة
ينسب هذا الشاب إلى مدينة نايين، وهي مدينة قريبة من شونم حيث أقام أليشع قديمًا ابن الشونمية، ونستطيع أن نتصور الشاب في مدينته، والمدينة «نايين» تعني «جميلة» ويقال إنها كانت مدينة جميلة صغيرة، وإن كان مكانها اليوم لا يحكي صورة الجمال القديم الذي كانت عليه، وقبل أن نتعرض للمدينة وجمالها، لنذكر أننا بصدد حياة شاب كان في ملء القوة والجمال والشباب، والأصل في الشباب، هو الحياة لا الموت، وهو القوة وليس الضعف، وهو الإقدام وليس الإحجام، وفخر الشبان قوتهم، وفخر المدينة شبابها، والشاب الحي في الشاب الحامل، والشاب الميت هو الشاب المحمول، ولعل أفضل صورة للشباب الحامل هي ما جاء في سفر الأعمال عن حنانيا وسفيرة: «فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات، فنهض الأحداث ولفوه خارجًا ودفنوه. ثم حدث بعد مدة نحو ثلاثة ساعات أن أمرأته دخلت وليس لها خبر ما جري... فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب، هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب وسيحملونك خارجًا. فوقعت في الحال عند رجليه وماتت فدخل الشباب ووجدوها ميتة فحملوها خارجًا ودفنوها بجانب رجلها» (أع 5: 5 - 10).. وما أجمل الكنيسة التي تمتلي بالشباب الحي، الذي يحق فيهم القول: «كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير» (1يو 2: 14). ونحن لا نعلم الشيء الكثير عن حياة ابن أرملة نايين، وكيف عاش حياته في المدينة، وهل عاش كما يعيش الشباب في العادة، وهم يحاولون أن يأخذوا في الربيع ما يعتقدونه رحيق الحياة، لا ندري! وإن كان من السهل أن نرى أن نايين الجميلة مهما أعطت من متع ولذات، فإنها لا تستطيع أن تكشف آخر الأمر إلا عن النعش الذي يخرج منها، وكأنما يدفن معه كل الأحلام والآمال والرؤى والانتظارات، وهل يمكن أن ننسى الشاب القديم الذي جرب المتعة والبهجة والفرح ويقول: «ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما. لم أمنع قلبي من كل فرح. لأن قلبي فرح بكل تعبي وهذا كان نصيبي من كل تعبي. ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جا 2: 10 و11) فإذا تناولنا القصة من جانب آخر، فإن الشاب الذي يخرج من مدينة اللذات الجميلة محمولاً على نعش، فإنما يشف عما تفعل اللذات والمباهج في عمر الشباب، إذ أنها تقصف في العادة عمره وحياته....
جلس الشاب على المائدة، وقد وضع أمامه زجاجات الخمر، ورآه آخر فاستأذنه في أن يجلس إلى جواره دقائق، وإذ سمح له، سمع منه القول: إنني أعرف جيدًا الذين يشربون من هذه الكأس، وأذكر أن الكثيرين جيء بهم إلى الكنيسة محمولين، فمنهم من مات في حادث إذ كان سكرانًا ومنهم من أتلفت الخمر كبده، ومنهم من فقد حياته لهذا السبب أو ذاك، وظل يعدد له صورًا كثيرة فزع معها الشاب وأسرع هاربًا، تاركًا كأس الخمر، كمن تلذغه الأفعى، وليست الخمر وحدها هي التي تفعل هذا، بل كل النزوات والشهوات التي يتردى فيها الأحداث عندما يصبحون عبيدًا للخطية وللفساد، فينالون الجزاء الذي لابد منه، لأن أجرة الخطية هي موت، وقد أحرق الإثم كل مقومات الحياة فيهم!! والشاب الميت إلى جانب ذلك كله معدوم الإرادة محمول في نعشه، يحمله أصدقاؤه وأصحابه إلى حيث لا يدري أو يعلم، فهو كالسمك الميت في النهر يدفعه التيار حيثما يسير، لا مبدأ أو استقامة أو إرادة على الإطلاق، يعيش حياة الوجودية الملحدة، اليوم خمر وغدا أمر «ولنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت»... عندما رأى تشارلس لام سلطان الخمر عليه وأنه لا يستطيع أن يملك إرادته عليها كتب يقول: هل يستطيع الشبان الذين تستهويهم رائحة الكأس الأولى الجميلة أن يأتوا ويلقوا نظرة على ليفهموا كم هو أمر مرعب أن يرى الإنسان نفسه يتدحرج إلى هاوية سحيقة بعيون مفتوحة وإرادة معدومة، ينظر هلاك نفسه ولا يملك قوة الإرادة التي توقفه، ويحس أن كل صلاح قد تركه ومع ذلك لا يستطيع أن ينسى الوقت الذي لم يكن فيه كذلك،... كانت هناك سيدة أمريكية من زعيمات الهيئة الاجتماعية في واشنطون، وهي سيدة لا تشرب الخمر ولا تدخن، ومن العجب أنها سألت سيدة شابة عندما رأتها تدخن إن كانت حقًا تحب التدخين فردت بالقول: «أواه كم أكرهه! ولي شهور وأنا أحاول أن استسيغه، وكلي رعب لئلا أفشل، فلا أحسب أهلا للوجود في المجتمعات الراقية.
والشاب الميت أيضًا هو الشاب الذي حمله أصدقاؤه الشباب إلى القبر لدفنه، وهي حقيقة مثيرة غريبة لم يستطع أن يدركها الابن الضال إلا متأخرً إذ أن أصدقاؤه القدامى كانوا أول من تخلوا عندما بذر ماله بعيش مسرف، ولما احتاج واتجه إليهم لم يعطه واحد منهم شيئًا، هل قرأت: «البحري القديم!!؟» ربما تظن أن من أغرب التخيلات وبخاصة ذلك الجزء الذي يصور فيه البحري جثث الموتى تقوم بإدارة السفينة، فموتى يجرون الحبال وموتى يديرون الدفة، وموتى يبسطون الأشرعة، وموتى يراقبون الطقس، وموتى هم المسافرون، وقد تقول إنه خيال غير مفهوم، ولكنك تستطيع أن تفهمه إذا ذكرت قول السيد لواحد من التلاميذ أراد أن يؤجل مجيئه للخدمة حتى يدفن أباه وإذا بالمسيح يقول: «دع الموتى يدفنون موتاهم» (مت 8: 22) وما كان الشباب الذين يحملون الشاب زميلهم إلى قبره إلا صورة من ملايين الصور على الأرض على توالي العصور والأجيال للموتى الذين يشيعون إلى القبور أمواتهم حتى يأتي دورهم ليشيعهم آخرون!! 
الشاب وأمه
كانت المأساة قاسية ومزدوجة، لأن الميت شاب، ووحيد لأرملة، وقد تحدثنا عن إمكانيات الشباب الحي وكيف أنهم ثروة البيت والكنيسة والأمة، وفي كل ميدان تتحرك الحياة بتحرك الشباب، لقد قادت جان دارك بلادها وأنقذت شعبها وهي في التاسعة عشرة من عمرها، ثم أحرقت ودفنت، وكان واشنطون كولونيلا في الثانية والعشرين من عمره، ودخل غلادستون في هذه السن البرلمان الإنجليزي لأول مرة، وأضحى تشارلس فوكس من أعظم رجال القانون وهو في ريعان الشباب، وتخرج فرانسس بيكون من كمبردج قبل العشرين من عمره، وبرع رفاييل في الرسم قبل أن يصل إلى الأربعين، وملك موازار بسمفونياته أوربا بأكملها، وهو لم يزل شاباً صغيرًا، وغير لوثر أوربا وهزها من الأساس وهو في قوة الشباب، ولا شبهة في أن المسيح كان عميق الإحساس بهذه الحقيقة، وهو ينظر إلى الشاب الذي يخرجونه من نايين وتشيعه أمه الأرملة.
كان في روما القديمة سيدة رومانية اسمها كورنيليا زارتها ذات يوم إحدى جاراتها ورأت أنها خالية من كل حلية، فقالت لها: «أين جواهرك!؟» فأشارت كورنيليا إلى غلامين صغيرين هما ابناها وقالت: «هذه هي جواهري» ولعلنا ذكرنا في مرة سابقة قصة جون برنس، وقد كانت أمه إمرأة فقيرة وقد سارت في شارع من أصغر الشوارع الإنجليزية، وهي تحمل سلة ممتلئة بالثياب، كان عليها أن تغسلها، وتأخذ أجرها من سكان الشارع الذين كانوا يعرفونها ويعطفون عليها، ويعطونها بعض الطعام شفقة بها وبابنها الذي كان في ذلك الوقت في الثامنة من عمره، ووضعت المرأة المسكينة
فوق الثياب القذرة فتات الخبز والطعام التي أحسن بها إليها ذوو الشفقة والرحمة من عملائها، وكان الليل حالكًا والبرد قارسًا فلم تكد تجتاز شارعًا أو شارعين حتي التفت إليها ولدها وقال لها: «لقد تعبت يا أماه» فنظرت إليه وأغرورقت عيناها بالدموع ووضعت السلة على الأرض، ودعته للجلوس عليها، ففعل، وبينما هو يسترد قواه الضعيفة حانت منه التفاته فأبصر البرلمان الإنجليزي فقال لأمه: «انظري يا أماه لو منحني الله صحة وقوة لأدخلن هذه الدار، فلا تبقى في انجلترا أم تضطر إلى العمل كما تعلمين، ولا يبقى ولد يعيش فيها كما أعيش، ومرت الأيام وحقق الله للولد حلمه فدخل البرلمان بصفته واحدًا من زعماء حزب العمال، ومن أعظم المكافحين من أجل الفقراء البؤساء بين الناس!!
أجل سعيد ذلك الشاب الذي يدرك أنه مسئول، وأن عليه مسئولية كبيرة، إن أعظم ما في قصة يوسف ليس انتصاره على التجارب والشهوات فحسب، بل إدراكه مسئوليته العظيمة في إنقاذ بيته، والعالم كله، والشاب الأعظم الذي هو المثل الأعلى والأوحد لجميع الشباب، لم ينس مسئوليته تجاه أمه العذراء وهو فوق الصليب.
وعلى العكس من ذلك تأتي للأسف قصة الشاب الميت، الذي يحمله غيره لدفنه خارج مدينته، وقد انتهى إحساسه بالمسئولية تمامًا تجاه أمه، وتجاه الجميع، ولا شبهة في أن حزن الأم كان طاغيًا، وكانت دموعها غزيرة، وهي صورة لكل أم تودع ابنها الذي يضل في الكورة البعيدة، ويموت بعيشته في الموبقات والشر والأثم والفساد، والذين قرأوا قصة مونيكا وهي تذرف الدموع طيلة تسع سنوات من أجل أوغسطينوس، يعلمون كم تعاني الأمهات من أجل الشباب الضائع المستهتر في الحياة!! تحدث أحد الخدام عن زوجته المتوفاة، وكيف أنها ساعة الوفاة أحضرت أولادها جميعًا، وكانت تطلب من كل واحد منهم أن يقابلها في الأبدية أمام الله، وجاءت آخر الكل للولد الأكبر وكان عربيدًا، وقالت له: إني أطلب إليك يا ولدي أن تعدني بأن تطلب خلاص نفسك!! فتردد قليلاً وأحنى رأسه في صمت، وعندما رفع رأسه رأى وجهها الممتليء بالألم والحب، وسمعها تقول: أريد أن أراك معي أمام الله، وعندئذ تألق وجهها وشاعت منها ابتسامة الرضى، وماتت!! ومن تلك اللحظة ابتدأ الشاب يقرأ الكتاب ويصلي، ووقع تحت تبكيت الضمير، وكان يصارع دون جدوى، وفي صراعه بلغ نقطة اليأس، فأخذ يشرب الخمر، وسار في طريقه إلى مكان من أشر وأحط الأمكنة، وهم أن يدخل وهنا رأى وجه أمه المتوسل، وكأنما سمع صوتها يدوي في أذنيه، فجاء إلى يسوع المسيح!! 
الشاب والمسيح
كان موكب المسيح في الطريق إلى مدينة نايين، وكان مع المسيح جمع كثير، وعند باب المدينة كان هناك موكب الجنازة التي تحمل الشاب في الطريق إلى المقابر ليدفن هناك في خارج المدينة، وحسب الفكر البشري كان اللقاء بين الموكبين مصادفة، وحسب الترتيب الإلهي كان اللقاء نوعًا من العناية الأكيدة التي تشمل كل الظروف والأحداث في هذه الأرض، قديمًا صاح إرميا: «عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقه. ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته، (ارميا 10: 23) أدرك إرميا أنه ليس الطريق فحسب، بل كل خطوة فيه أيضًا!! فإذا ذكرنا هنا جمعًا كثيرًا يأتي مع المسيح خارج المدينة، وجمعًا كثيرًا آخر يخرج من المدينة، فالتقاء الجمعين ليس من قبيل الصدف على مقربة من بابها، بل كان لابد أن يحدث هذا!! ترى هل يعلم الناس هذا، وهم يتجمعون هنا وهناك بأعداد لا تنتهي في طريق الحياة، أغلب الظن أن ازدحام الناس وكثرتهم وتضارب اتجاهاتهم لا تعطي الفرصة للتأكد من أن هناك تدبيرًا بارعًا محكمًا يسيطر على كل شيء، قالوا إن تاريخ أوروبا بأكمله حددته خطوة واحدة، عندما كان نابليون في أول حياته العسكرية، وخطا خطوة واحدة حين حل محله آخر، وكان ذلك في طولون، وفي الحال جاءت قنبلة قتلت من حل محله،... وكان يمكن أنم تصيبه هو لو تأخر دقائق قليلة من الزمن، كم يتغير تاريخنا وتمسح دموعنا ويشيع الهدوء والسعادة في حياتنا، لو ذكرنا أن الله يحكم كل شيء في الزمان والمكان والظروف التي نعيشها دون إهمال أو إمهال.
على أن صورة أعمق وأبعد تسير بنا في الاتجاه الصحيح في القصة، إذ تخرجنا من زحام الجماهير إلى الفرد الواحد، ونحن نرى هنا السيد المسيح لا يكاد يحول عينيه عن المرأة الأرملة الباكية، أو بعبارة أخرى، إن العناية تتحول من الجمهور إلى الفرد، ومن الكثيرين إلى إنسان المأساة، وهنا ينبغي أن نتعلم أن زحام الحياة لا يخفي كل واحد منا في ظروفه وآلامه ومأساته وأحزانه عن نظر السيد، فلكل واحد منا مكانه الدقيق الخاص من عنايته: «فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي» وأي حنان هذا!! لا شبهة في أن المرأة وجدت حنانًا من الذين يسيرون معها، وبعض هذا الحنان هو الإدراك الحسي بآلامها، وبعضه هو نوع من المجاملة التي درج الناس أن يقدموها في مثل هذه الأوقات والظروف، وبعضهم قد يذهب بنوع من الاستعلاء الذهني أو النفسي متمشيًا مع الجمهور، دون أن يقترب من عاطفة المتألم أو مأساته، أو نكتبه،! لكن أيا كان الحنان فإنه لا شيء إزاء حنان المسيح وإحساسه العميق بآلام الأخرين!! إن المسيح كإنسان، هو الإنسان الوحيد المبرأ من الخطية، وبعبارة أخرى هو المبرأ من البلادة التي أورثتنا إياها الخطية، ومهما عرفنا من شركة الآخرين وآلامهم تجاه أحزاننا وأوجاعنا، فلا يوجد قط بينهم من يستطيع الاقتراب من حب المسيح وحنانه المنزه عن كل جمود عاطفي أو ضعف وجداني! ولعله مما تجدر الإشارة إليه أن إحساس المسيح كان عميقًا تجاه المتألمين الذين أقام موتاهم لأن ابنه يايرس كانت وحيدة أبويها، وابن الأرملة كان وحيدًا لأمه، ولعازر كان الأخ الوحيد لأختيه، أو أن المسيح في حنانه كان يدخل في العادة منطقة العزلة أو الوحدة التي يصنعها الألم في حياة الناس، كانت الأرملة تسير مع الجماهير، لكن الحزن جعل بينها وبينهم جميعًا عازلاً مخيفًا، كانت وحدها في وسطهم تحمل أقسى الآلام وأشد الأوجاع، وكان الذين حولها يلتصقون بها، وهم بعيدون مهما كان اقترابهم الجسدي منها، لكن المسيح تحنن عليها عندما رأها تبكي!!
على أن المسيح لا يقف عند مجرد الحنان فحسب، بل يتقدم خطوات أبعد وأعمق وأكمل، قال للمرأة: «لا تبكي»، وهو كلام لو وقف عند هذا الحد لبدا غريبًا غير طبيعي، فإذا قاله غير المسيح فهو كلام أجوف بلا معنى أو عمق، لكنه عندما يصدر من المسيح يأتي بالبرهان العملي، وقد لمس المسيح النعش، فوقف الحاملون، ولم يكن النعش صندوقًا مغلقًا كما هي العادة في هذه الأيام، بل كان محفة يحمل فيها الميت حتى يوضع في القبر، ولا شبهة في أن الجميع تعلقت أنظارهم بالنعش ليروا أعجب منظر يمكن أن تقع عليه العين البشرية، لقاء الحياة مع الموت، ألم يقل السيد «أنا هو القيامة والحياة» (يو 11: 25) ونحن نراه هنا يواجه الموت، وقد ضرب ضربته القاسية في شاب كانت تتفجر فيه القوة والحياة.
لمس المسيح النعش ونادي الميت: «أيها الشاب لك أقول قم»!! فجلس الميت وابتدأ يتكلم!! (لو 7: 14 و15) يالها من قوة عجيبة وعظيمة مازالت إلى اليوم تتردد في سمع الملايين من الموتى من كل جنس وأمة ولسان من الشباب الميت: «أيها الشاب لك أقول قم»!!
شتان بين العالم والمسيح، وبين فعل الخطية وقوة السيد، إن موكب الموت الخارج من مدينة نايين، يكشف لنا عما يمكن أن يفعله العالم في حياة الناس، أو بتعبير أدق وأصح في موتهم، إذ يسارع بدفنهم، أو يشهد بموتهم، دون أن يملك لهم القيامة والحياة،... دخل شاب إلى إحدى الجامعات وقاده أقران السوء إلى المجون والخلاعة والشر، فانحدر وسقط، وكان سقوطه عظيمًا، وإذ أيقن أنه فقد كل شيء جسدًا وعقلاً ونفسًا وروحًا انتحر، وجاء أخوه ليتسلم جثته، وإذ رأى مدير الجامعة قال له: لقد أرسلت أمي ابنها إليك، وهو ابنها الأصغر بنيامينها المحبوب، وقد أرسلته بريئًا جميلاً نقيًا كالزهر، فماذا صنعت به، وماذا بقي منه لأقدمه لأمي؟ وأجاب المدير بتأثر: لقد فعلت من أجله كل ما يمكن أن يفعل، ولكنه كان مندفعًا بجنون نحو الهلاك، ولم يبق منه سوى هذه الحطام التي أنت تراها!! في الواقع إن العالم لا يمكن أن يفعل مع هذا الميت إلا أن يشيع جثمانه، في كفنه ونعشه، حتى يلتقي بيسوع المسيح!!
إن القصة لا تقف عند هذا الحد بل تمتد إلى أكثر: «فدفعه إلى أمه».. لقد أعاده المسيح إلى الحياة وإلى أمه، وقد جمع المسيح الشمل المتفرق، وقد فعل هذا مع ابنه يايرس عندما أعادها إلى أبويها، وفعل هذا مع لعازر عندما أعاده إلى بيته وأختيه، وهو دائمًا يجمع شمل العائلة، ويعيد الميت والضائع والضال إلى وحدة الأسرة والعائلة، وهو يزيل بذلك أقسى أسباب الآلام في الحياة، عندما ينفرط عقد كيان الأسرة، ويتفرق شملها، وتفقد دفء الشركة الحلوة البيتية.
وهو إلى جانب هذا يعيد الشباب المفقود إلى رسالته التي انتهت وضاعت لقد كان الشاب عضدًا لأمه وساعدها في مواجهة الحياة والمتاعب والآلام. وها هو يعود ليأخذ مكانه الصحيح مرة أخرى.
تذكر القصة الكتابية أن الشاب جلس بعد أن اقامه المسيح وابتدأ يتكلم، ولا نعرف ماذا قال، أو بماذا استطاع لسانه أن ينطق، لكن الذي لا شبهة فيه أنه قد استولى عليه العجب، وهو يرى نفسه محمولاً على محفة، وفي وسط جماهير كثيرة، وإذ أعاده السيد إلى الحياة مرة أخرى، وأعاد إلى أمه فرحها وبهجتها وسعادتها الطاغية، لاشك أنه انحنى معها سجودًا وشكر لمخلصه ومنقذه من براثن الموت، وعاد مع الجميع ليتكلم عن عظمة السيد وقدرته الفائقة التي لا نظير لها، ولعله عاش طوال حياته يتحدث عن معجزة قيامته من بين الأموات، وليشهد برحمة الله التي منحته الفرصة الثانية في الحياة، وفي الحقيقة إن السيد ينتظر من كل شاب كان ميتًا بالذنوب والخطايا وملفوفًا بأكفانه وموضوعًا في نعشه، وجاءته اللمسة المباركة التي أعادت إليه الحياة، أن يقول ما قاله بولس: «أنا الذي كنت قبلاً مجدفًا ومضطهدًا ومغتربًا، ولكني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان. وتفاضلت نعمة ربنا جدًا مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع. صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا، لكني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح في أنا أولاً كل أناة مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية» (1 تي 1: 13 - 16).
هل تعلم أيها القاريء العزيز أن المسيح في موكبه العظيم مازال يوقف إلى اليوم ملايين الشباب الملفوفين في أكفان موتهم، عند أبواب الكثير من المدن في الشرق والغرب ويقول لكل منهم ما قاله للشاب القديم: «أيها الشاب لك أقول قم»! يا ترى هل سمعت هذا الصوت ومتى!؟ أنم أنت مازلت في نعشك لم تسمع بعد الصيحة العظيمة!!؟ ليتك تسمع وتعود إلى الحياة والرسالة والمجد في المسيح، فلا تعيش - تدري أو لا تدري - في أوهام القصور أنك حي وأنت ميت!!

الأحد، 19 ديسمبر 2010

هل فكرت تشكر على نعم ربنا لك

انتهينا من أكل الطعام و فوجئت بصديقتي تطلب من النادلة : " هل من الممكن أن أتكلم مع مديرة المطعم ؟ ".

تعجبت من الطلب جدا فالطعام كان جيد و الخدمة ممتازة و لا يوجد أي شىء يستدعي الشكوى !! .

و صلت المديرة الى مائدتنا و على وجهها علامات الاستعداد لدخول معركة كلامية رغم الابتسامة المرسومة بعناية .

" لقد أردت أن أشكرك على الطعام اللذيذ و الخدمة الممتازة " .... هكذا قالت صديقتي .

بدت على المديرة علامات الارتياح و أشرق وجهها في سعادة حقيقية ... " شكرا هذه من المرات النادرة التي أستدعى فيها لأسمع شكر لا شكوى فعادة عندما تكون الأمور على ما يرام لا يفكر أحد في الشكر و التشجيع " .

السبت، 18 ديسمبر 2010

ايهما ابقى؟؟؟

رحلة استكشافية خرجت فيها مجموعة من الطالبات والمعلمات إلى احدى القرىلمشاهدة المناطق الأثرية حين وصلت الحافلة كانت المنطقة شبه مهجورةوكانت تمتاز بانعزالها وقلة قاطنيها.. فنزلت الطالبات والمعلمات وبدؤابمشاهدة المعالم الأثرية وتدوين ما يشاهدونه فكانوا في باديء الأمريتجمعون مع بعضهم البعض للمشاهدة ولكن بعد ساعات قليلة تفرقت الطالباتوبدأت كل واحدة منهن تختار المعّلم الذي يعجبها وتقف عنده .. كانت هناكفتاة منهمكة في تسجيل المعلومات عن هذه المعالم فابتعدت كثيرا عن مكانتجمع الطالبات وبعد ساعات ركبت الطالبات والمعلمات الحافلة ولسؤ الحظالمعلمة حسبت بأن الطالبات جميعهن في الحافلة ولكن الفتاة الأخرى ظلتهناك وذهبوا عنها فحين تاخر الوقت رجعت الفتاة لترى المكان خالي لايوجدبه احد سواها فنادت بأعلى صوتها ولكن ما من مجيب فقررت أن تمشي لتصلالى القرية المجاورة علها تجد وسيلة للعودة الى مدينتها وبعد مشي طويلوهي تبكي شاهدت كوخا صغيرا مهجورا فطرقت الباب فإذا بشاب في أواخرالعشرين يفتح لها الباب وقال لها في دهشة :من انت؟فردت عليه: انا طالبة اتيت هنا مع المدرسة ولكنهم تركوني وحدي ولا اعرف طريق العودة.فقال لها انك في منطقة مهجورة فالقرية التي تريدينها في الناحيةالجنوبية ولكنك في الناحية الشمالية وهنا لايسكن أحد..فطلب منها ان تدخل وتقضي الليلة بغرفته حتى حلول الصباح ليتمكن منايجاد وسيلة تنقلها الى مدينتها.. فطلب منها أن تنام هي على سريره وهوسينام على الأرض في طرف الغرفة.. فأخذ شرشفا وعلقه على حبل ليفصلالسرير عن باقي الغرفة.. فاستلقت الفتاة وهي خائفة وغطت نفسها حتى لايظهر منها أي شيء غير عينيها وأخذت تراقب الشاب.. وكان الشاب جالسا فيطرف الغرفة بيده كتاب وفجأة اغلق الكتاب وأخذ ينظر الى الشمعة المقابلةله وبعدها وضع أصبعه الكبير على الشمعة لمدة خمس دقائق وحرقه وكان يفعلنفس الشيء مع جميع اصابعه والفتاة تراقبه وهي تبكي بصمت خوفا من انيكون جنيا وهو يمارس أحد الطقوس الدينية.. لم ينم منهما أحد حتى الصباحفأخذها وأوصلها الى منزلها وحكت قصتها مع الشاب لوالديها ولكن الأب لميصدق القصة خصوصا ان البنت مرضت من شدة الخوف الذي عاشت فيه ..فذهبالأب للشاب على انه عابر سبيل وطلب منه ان يدله الطريق فشاهد الاب يدالشاب وهما سائران ملفوفة فساله عن السببفقال الشاب: لقد اتت الي فتاةجميلة قبل ليلتين ونامت عندي وكان الشيطان يوسوس لي وأنا خوفا من أنارتكب أي حماقة قررت أن أحرق أصابعي واحد تلو الآخر لتحترق شهوةالشيطان معها ولأذكر نفسي بنار الأبدية المرعبة قبل ان يكيد ابليس لي وكان التفكير بالإعتداء على الفتاةيؤلمني أكثر من الحرق.أعجب والد الفتاة بالشاب ودعاه الى منزله وقرر أن يزوجه ابنته دون انيعلم الشاب بان تلك الابنة هي نفسها الجميلة التائهة..فبدل الظفر بها ليلة واحدة بخطية يعاقب عليها الله فاز بها طول العمر

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

لقد سمع الطفل لرجل الشرطة... بينما لا نسمع نحن لصوت الوصية الإلهية.



يروي لنا دونالد بارنهاوس Donald G। Barnhouse أنه إذ كان في فندقٍ ضخمٍ سمع أمًا تقول لطفلها البالغ خمس سنوات أنها ستتركه إلى لحظة لترى شخصًا يقف بجوار الحجرة، وأنها تعود فورًا। أجاب الطفل بصوت عالٍ بطريقة تستلفت الأنظار يعوزها الذوق: "لا!" عادت الأم تتوسل إلى ابنها مرتين أو ثلاث مرات لكي تخرج إلى لحظة وتعود। فأجابها الطفل: "لا، إن خرجتِ لن أكل الطعام طول اليوم!" فاضطرت الأم أن تجلس بجواره ولا تفارقه وهي في حيرة... ماذا تفعل. انتقد بارنهاوس سلوك الأم التي كان يجب أن تربي ابنها بفكرٍ إنجيلي فيعرف إكرام الوالدين، وأن تدرك أن اللَّه في أبوته الحانية يستخدم الحزم والتأديب أحيانًا. حقًا إن الطريق المعتدل أو الطريق الوسطى هو طريق الفضيلة الملوكي... نحب أطفالنا ونقدر شخصياتهم ونخلق فيهم روح القيادة، لكن دون تجاهل للحزم المملوء حبًا. أذكر في زيارة لإحدى العائلات بنيوجيرسي روى لي أب هذه القصة: كان طفلي الصغير قد التحق بمدرسة ابتدائية، وهناك غالبًا ما يتعلم الأطفال من بعضهم البعض أنه إذا ما ضَرَبهم أحد الوالدين يُهددون بطلب رجال الشرطة (البوليس) له، أو يطلبونه بالفعل. ارتكب ابني خطأ هددته بالضرب ففوجئت به يهددني أنه يطلب له "البوليس". قلت له: "لا انتظر أنك تطلب البوليس، بل سأذهب معك إلى قسم البوليس". وبالفعل أخذت الطفل في عربتي فذهبت به إلى قسم البوليس. هناك التقيت برجل البوليس وأمام ابني سألته: - ماذا لو أخطأ ابنك ألا تؤدبه؟ - لابد أن أفهمه خطأه وإن أصرّ أُؤدبه؟ - هل يهددك ابنك أنه يطلب لك البوليس؟ ضحك رجل البوليس ولاطف الابن، قائلاً له: "اسمع لصوت والديك..." عاد الابن إلى منزله ولم يعد يهدد بطلب البوليس لوالديه! لقد سمع الطفل لرجل الشرطة... بينما لا نسمع نحن لصوت الوصية الإلهية.

السبت، 11 ديسمبر 2010

المليونيره الفقيره

يروي لنا دونالد بارنهاوس أنه منذ سنوات طويلة إذ كان يعظ في إحدى الكنائس في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وقف على المنبر في صباح الأحد وإذا براعي الكنيسة يهمس في أذنيه قائلاً له: "لاحظ هذه السيدة التي تجلس في مقدمة الصفوف وقد ارتدت ثيابًا بالية وحذاءً ممزقًا"। شاهد بارنهاوس السيدة البائسة، وكان منظرها يستدر كل عطفٍ. كانت ربما في أواخر الستينات من عمرها، وقد مدت إحدى قدميها ليظهر ثقب كبير في نعل حذائها بينما تمزقت الأطراف وخرج الجلد عن النعل. كانت ثيابها بالية مملوءة رقعًا، وقبعتها تشبه قطعة بالية من البرميل تضعها على رأسها. تحنن الواعظ عليها وفكر في تقديم قليلٍ من الدولارات لإنقاذها من حالة البؤس التي تنتابها. قال له راعي الكنيسة: "كان لهذه السيدة وزوجها كميات ضخمة من الأراضي البور التي ترعى فيها القطعان، وكانا يعيشان في عربة قديمة يسحبونها. أُكتشف في أراضيهما بترول؛ وتعاقدت شركة بترول مع رجلها لضخ البترول، وقد أقامت الشركة المضخات. فجأة مات الرجل قبل توقيع العقد، فطلبت الشركة من الزوجة أن توقع عليه، لكنها تخشى توقيع العقد. يبلغ رصيدها الآن الملايين من الدولارات، ولازال الضخ مستمرًا، لكنها ترفض التوقيع وبالكاد تبحث عن سنتات لتعيش بها. إنها لا تزال تسحب العربة القديمة لتعيش فيها وتحيا في بؤس".....
هذا هو حال الكثير من المؤمنين، فمع كونهم وارثين مع المسيح وشركاء معه في المجد، ماله صار لهم، لينالوا كل بركة روحية في السماويات (أف2:1)؛ يقدم لهم اللَّه الآب كل غنى بلا حدود لينعموا به، لكنهم لا يمدوا أيديهم لينالوا، لا يطلبوا حتى القليل مما يشتهي اللَّه أن يقدمه لهم. † ! اكشف لي عن مخازن حبك فيّ! † كثيرًا ما استدر عطف الغير، اشتهي كلمة مديح تفرح قلبي، أو عاطفة تملأ جوانب نفسي، أو كلمة تشجيع تسندني. أعيش في مذلة، أتوسل الحب والمديح من الغير، وأنت هو الحب كله! أنت هو السند الحقيقي وحده! اكشف لي عن مخازن حبك في داخلي! ليقدني روحك القدوس إلى كنزك المخفي فيّ! فأدرك غناي بك وفيك. واشتهي العطاء بسخاء عوض الاستجداء!
 

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

فراشه لا تطير

فتح الولد الصندوق الذي كان يربي فيه دود القز ليطمئن على الشرانق فوجد أن احداهما بدأ يتفتح فيه ثقبا صغيرا خرجت منه فراشة جميلة بصعوبة شديدة ثم طارت .

تألم الولد لمنظر الفراشة و هي تكافح بشدة للخروج فقرر مساعدة باقي الفراش ليخرج بسهولة و هكذا أحضر مقصا

و جلس يراقب الصندوق الى أن رأى فراشة أخرى تفتح ثقبا في الشرنقة لتخرج منها فأسرع و بحذر شديد قص الشرنقة بالطول و خرجت الفراشة و استقلت على الأرض بلا حراك .... اذ كانت أجنحتها ملتصقة بجسمها

حاول الولد مساعدة الفراشة بالنفخ تارة و بتحريك ورقة فوقها تارة أخرى و لكنه لم ينجح في محلولته !!!

عندئذ سأل أبوه عن سبب ما حدث و علم أن الثقب الصغير الضيق التي تخرج منه الفراشة هو لكي يدفع الدم من جسمها الى الأجنحة حتى تستطيع الطيران !!


الجهاد و الصعاب التي تصادفنا هي الباب الضيق في هذه الحياة

الذي ينبغي أن نعبر منه لنطير بأجنحة الروح طالبين السماء

أما اذا فضلنا الحياة السهلة بما فيها من ملذات و أكل و شرب

فسنظل مثل هذه الفراشة المسكينة مستلقين بلا حراك في طين الأرضيات

لا نستمتع بالأفراح السماوية .

الخميس، 2 ديسمبر 2010

لا تطفئ النور


كان يوجد راهب مكلفآ من الدير للعناية بمزار الشهيد مارمينا العجايبى فكان يهتم بنظافته وترتيبه واغلاقه

فى نهاية اليوم.لاحظ هذا الراهب اهتمام الكثيرين بوضع اوراق طلبات كثيرة على الصندوق الذى يحوى رفات

القديس وكان يقول فى نفسه:لماذا لايكتفون بالصلاة وذكر ما يريدون؟ وما الداعى لهذه الاوراق الكثيرة؟!

فهى قد تتبعثر او تفقد المكان ترتيبه. وكانت تتردد فى قلبه كثيرآ.

فى احدى الليالى بعد انتهاء الزوار من زيارة المكان وأخذ بركة القديس ,قام الراهب بنظافة المكان وأطفأ

النور لينصرف منه.فاذ به يجد النور يضىء مرة اخرى فتعجب جدآ وأخذ ينظر هنا وهناك, فلم يجد أحدآ. فذهب

وأطفأ الانوار مرة أخرى لينصرف لقلايته ولكن تكرر هذا مرة أخرى .

وفى المرة الثالثة وقبل أن يلتفت هنا وهناك , سمع صوتآ قويآ قائلا: لا تطفىء النور قبل أن أقرا الورق كله.

فاتجه نحو الصوت ,ليجد القديس مارمينا جالسآ على الارض وقد جمع أمامه كل الاوراق التى وضعت على

جسده ويفتح واحدة واحدة ليقرأها .