الخميس، 16 فبراير 2012

كلمات عطره من قدس ابونا المتنيح متى المسكين

+ هكذا بنزول المسيح في الأردن وحلول الروح القدس عليه وإعلان صوت الآب في السماء، هذا المعبَّر عنه كنسياً بعيد الإبيفانيا، أي ظهور الآب والإبن والروح القدس؛ بكل هذا صار، في الحقيقة، تدشينُ أول معمودية على الأرض باسم الثالوث، كبدء فعال لا ينتهي ولن ينتهي إلا بانتهاء الزمان، من جهة ميلاد الإنسان ميلاداً جديداً من الله، روحياً من فوق، من السماء لحياة ابدية.

+ وهكذا صارت أرض الشوك والشقاء واللعنة، الأرض العاقر التي كانت تسقي الإنسان الألم حتى الموت، والتي كانت تلد الإنسان لتميته فعلاً، وتتركه للأيام لتكفنه بخطاياه، وتدفنه الأيدي الحزينة كل يوم في أعماق لعنتها، صارت هذه الأرض عينها بميلاد المسيح الكلمة ابن الله متجسداً ثم نزوله في الأردن معتمداً والروح القدس حالاً عليه، أقول صارت هذه الأرض من داخل الكنيسة ومن داخل جرن معموديتها، بطناً جديدة سماوية تنسل أبناءً لله جدداً، لسلام وحياةٍ لا تزول.