الخميس، 24 مارس 2011

اذا سرت فى وادى ظل الموت

وقف الأب مع طفليه عند باب بيته، ينتظر أحد أحبائه قادماً بعربته ليأخذهم إلى الكنيسة لحضور صلاة جنّاز الزوجة، لم يعرف الأب ماذا يقول لطفليه الذين فقدا والدتهما الصغيرة ليُعزيهما في وفاتها ؟! وبينما هو في حيرة، إذ “بلدوزر” يعبر بهما، وكان ضخماً جداً أهتز لحركته المنزل، كانت الشمس مُشرقة، فألقى ” البلدوزر”، بظله على الرجل وطفليه، قال الرجل لطفليه: هل رأيتما ” البلدوزر” ؟! أجاب الابن الأكبر: نعم رأيناه يا أبي، وقد ألقى بظله علينا، إنه مزعج جداً أحسست أن كل الأرض تهتز من حركته قال الأب: حقاً إن صوته مُرعب ورهيب، ماذا يحدث لو عبر على إنسان؟! أجاب الطفل الأصغر: إنه يهلكه تماماً، قال الأب: وماذا حدث عندما عبر بنا ظله؟ أجاب الطفل: لا شيء يا أبي، عندئذٍ قال الأب: هكذا يا أولادي الموت، صوته مُزعج وحركته مُرعبة، سقط تحته كل البشرّ، فحطم بيوتاً وأجيالاً، لكن نشكر الله، فقد قاد السيد المسيح مُحب البشر، ” بلدوزر” الموت بنفسه، ومات ككل البشر، لكن لم يكن ممكناً للموت أن يحطمه، قاده بنفسه حتى لا يسير علينا، بل يترك مُجرد ظل الموت يعبر علينا فلا نخافه..
لهذا قال المُرتل: إذا سرتُ في وادي ظلّ الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي، قال: ظلّ الموت، ولم يقل: وادي الموت، قال الطفل الصغير: لكن ماما ماتت يا أبي، ألم يُحطمها الموت؟ أجاب الأب: لن يستطيع أن يُحطمها، إنها عبرت خلال ظلّه إلى يسوعنا الحيّ، لتعيش معه في الفردوس هناك تلتقي مع المؤمنين الذين عبروا، والكل مُتهلًل بالرّب يسُوع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق