الخميس، 25 نوفمبر 2010

السم الذى فى العسل

سألني شاب: "لماذا لا يسمح اللَّه لنا بالأفكار التي تبعث لذة جسدية؟ إنها لا تضر أحدًا! إنني لا أستطيع أن أنام ما لم تمر بي الأفكار، ولو إلى بضع دقائق؟ ما هي مضار الأفكار الجسدية إن كانت لا تتحول إلى ممارسة خاطئة؟" إلى مثل هذا الشاب أروي القصة التالية التي استوحيتها من إحدى عبارات القديس أغسطينوس : في فصل الربيع إذ أزهرت الأشجار، وفاحت الروائح الجميلة وسط الحقول، انطلقت نحلة إلى الحقل المجاور؛ كانت تبسط جناحيها لتطير في كمال الحرية من زهرة إلى زهرة. كان المنظر جميلاً للغاية، والرائحة جذابة، أما هي فكانت تجمع الرحيق باجتهادٍ وتحمله إلى الخلايا، لتعود فتنقل غيره... قضت أيامًا كثيرة تجمع الرحيق بفرحٍ حتى صارت كمية العسل ليست قليلة. في أحد الأيام وجدت النحلة كمية عسل في وعاء فوقفت تتأمله: ما أعذب هذا العسل الذي جمعته، ولكن لماذا أطير بعد لأجمع غيره؟! لأتمتع بالعسل وأعيش فيه. ألقت النحلة بنفسها وسط العسل، فغاصت فيه... ولم تعد قادرة على الخروج منه، ولا الطيران بين الزهور، بل سرعان ما ماتت في وسط العسل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق